ربما تبدو مثل هذه الأمور للبعض تافهة ولا تستحق إعارتها الانتباه،
لكن متى ركز الإنسان عيني ذهنه عليها فسيتعلم من أي عيب تخلّص،
و أي تدبير حسن توجده فيه.
فإن الجري وراء الكرامات بطريقة غير لائقة لا يناسبنا ولا يليق بنا، إذ يظهرنا أغبياء وعنفاء ومتغطرسين، نطلب لا ما يناسبنا بل ما يناسب من هم أعظم منا وأسمى
من يفعل هذا يصير كرهًا، غالبًا ما يكون موضع سخريَّة عندما يضطر بغير إرادته أن يرد للآخرين الكرامة التي ليست له... يلزمه أن يعيد ما قد أخذه بغير حق.
أما الإنسان الوديع والمستحق للمديح الذي بدون خوف من اللوم يستحق الجلوس بين الأولين لكنه لا يطلب ذلك لنفسه بل يترك للآخرين ما يليق به، فيُحسب غالبًا للمجد الباطل وسيتقبل مثل هذه الكرامة التي تناسبه، إذ يسمع القائل له: "ارتفع إلى فوق".
إذن العقل المتضع عظيم وفائق الصلاح، يخّلص صاحبه من اللوم والتوبيخ ومن طلب المجد الباطل..
إن طلبت هذا المجد البشري الزائل عن طريق الحق الذي به يمكنك أن تكون بالحق مشهورًا وتنال كرامة تستحق المنافسة.
ربي علمني ان تكون اعمالي هي من تحدد مركزي ومكانتي في الجلوس .
أمين.
/خادم كلمة الرب/