اختار الآب الابن، ابن الله الذي هو فوق الجميع، أن يقدم نفسه عن الجميع، إذ هو أقوى من الموت، وقادر أن يخلص الآخرين.
وهو الذي قام غالبًا الموت، نازعًا الشهوات، إذ لم يعرف قيود الموت.
انتهر السيد المسيح بطرس، لأنه لم يقبل الصلب ، بل دعاه هو وإخوته لشركة الصليب معه،
فسألهم أن يحملوا معه الصليب بإنكار ذواتهم...
وإنكار الذات إنما يعني أن لا يتعاطف الإنسان مع ذاته، فلا يرتبك لمستقبله ولا يخشى المرض أو الضيق أو الموت، إنما يكون جاحدًا لنفسه عنيفًا مع الأنا، غير مترف في ملذات جسده.
إذ حث تلاميذه على إنكار الذات وحمل الصليب قدم لهم المكافأة،
فمن يعترف به بحياته وحمله الصليب يتقبل عند مجيء السيد المسيح الأخير شركة أمجاده، أما من يستحي
بصليبه هنا يرفض وصيته في هذا العالم فسيستحي منه ابن الإنسان في يوم مجده العظيم، ويحسبه كمن هو غير معروف لديه،
الله لا يعرف الشرير، إنما يعرف البار.
كلنا نحمل صليبنا يا رب،
انزع منا التأفف فقط فيليق بنا أن نتبعك.
آمين.
#كلمة حياة
/خادم كلمة الرب/