هذا الغني قد أخطأ إذ دعا غناه "خيرات"، فإن الغنى ليس خيرًا في ذاته ولا يُحسب شرًا. الخير هو الفضيلة مثل العفة والتواضع وما إلى ذلك،
أن اختاره الإنسان يصير صالحًا، والشر هو الرذيلة ومن يختاره يُحسب شرِّيرا، أما الأمور الأخرى فهي طبيعيَّة ليست صالحة ولا شرِّيرة، إنما يمكن توجيهها للخير كما للشر، فالغنى أن استخدمناه في العطاء صار خيرًا، وإن حمل طمعًا صار شرًا.
"لا يقدر أحد أن يؤذى إنسانًا ما لم يؤذِ الإنسان نفسه ..."إن الغنى كما الفقر لا يؤذيان الإنسان، لكن ما يؤذيه هو شر قلبه الداخلي وإساءة استخدام الغنى أو الفقر.
انصرف قلب هذا الغني الذي ذكره السيِّد المسيح إلي الغنى الأرضي فأُتخم قلبه جدّا بمحبَّة الزمنيات وتفجرت مخازن نفسه الشرِّيرة بالطمع، وظن أنه قادر أن يقيم لنفسه مخازن جديدة فإذا بنفسه تُطلب منه وقد تحطمت مخازنها تمامًا.
لم يدرك هذا الغني أن الله هو سّر حياة النفس البشريَّة، من يقتنيه في داخله يقتنى الحياة علي مستوى أبدي، فلا يغلبه الموت، بل ينطلق مرتفعًا بالحق فوق حدود الزمن. لقد أخطأ إذ حسب أن حياته تقّيم حسب غناه، فلما صار له فيض من الغنى حسب أن لنفسه خيرات لسنوات طويلة، ولم يدرك أنها تُطلب منه في ذات الليلة ......
لا تقوم حياة الإنسان على فيض ما يملكه من الأشياء.ويقول القديس كيرلس السكندري: ]حقًا أن حياة الإنسان لا تقوم علي ممتلكاته خلال ما لديه من فيض، إنما يُحسب مطّوبًا وذا رجاء مجيد من كان غنيًا بالله
ربي إن طلبنا ما هو أكثر من الضروريات يجعلنا نخطئ؟ ساعدنا لنحذر كل طمع فنتمتع بالحكمة الأبديَّة...
#كلمة حياة
/خادم كلمة الرب/