في هذا المثل، يقدّم لنا الرب عن إمكانيّة الملكوت الحيّ الذي يعمل في القلب ليمتد في العالم بالرغم من مقاومة العدوّ.
إنه يشبَّه بحبّة الخردل الصغيرة، وقد ألقيت في حقل وسط التربة، تحاصرها الظلمة من كل جانب، ويضغط ثقل الطين عليها، لكن "الحياة" الكامنة فيها تنطلق خلال هذه التربة لتصير شجرة تجذب إليها الطيور لتأوي فيها.
حقًا إن المؤمن كعضو في ملكوت السماوات يحاصره عدوّ الخير من كل جانب بظلمته ليفقده استنارته الروحيّة،ويحرمه من التمتّع بشمس البر،ّ والارتفاع عن الأرضيّات، ويثقِّل عليه بالطين، فيستخدم شهوات الجسد الترابي ليكتم أنفاس روحه.
لكن الروح القدس الناري في قلبه ينطلق به خلال هذا الجهاد كعملاق حيّ، لا ليحيا مقدّسًا للرب فحسب، وإنما ينجذب نحوه الكثيرون.
يسندهم في الحياة المقدّسة. يكون كشجرة تضم داخلها طيورًا كثيرة، على أغصانها تتراقص متهلّلة بالتسابيح المقدّسة، وتقيم أعشاش فتأتي بصغار يتعلّمون الطيران منطلقة نحو السماويات.
ثم يحدّثنا عن دور الكنيسة العملي في إعلان ملكوت السماوات خلال حياة الشركة،من خلال مثل الخميرة في ثلاثة أكيال دقيق.
لقد شبّه الكنيسة بامرأة تمسك بيديها خميرة تُخبِّئها في ثلاثة أكيال دقيق لتحوّلها إلى خبز تَقدمة للثالوث القدّوس.
فإن الدقيق بدون يديّ هذه المرأة العاملة والحاملة للخميرة لا يصلح إلا أن يقدّم للحيوانات، لكنّه بالخميرة التي في يديها يصير خبزًا مقدّسًا يُسر به الثالوث القدّوس.
يا رب لا تترك ايماننا اصغر من اصغر بذور الأرض
ازرع حبة خردلك في قلوبنا من خلال كلمتك
واجعلها تنمو شجرة من خلال تبشيرنا.
آمين.
#كلمة حياة
/خادم كلمة الرب/