لم يحمل السيِّد المسيح "قوَّة الروح" كقوَّة جديدة لم تكن فيه من قبل، وإنما إذ ترك المدن وإعتزل في البرِّيَّة وصام هناك وجُرِّب من إبليس وغلبه بعدما إعتمد، عاد إلى مدن الجليل ليُقدِّم ما فعله بإسم البشريَّة، فتحمل به "قوَّة الروح".
بمعنى آخر ما صنعه ربَّنا يسوع من إنطلاق إلى البرِّيَّة وممارسة للصوم وغلبة على إبليس، هو رصيد يتمتَّع به كل من يوَد التلمذة له، فلا يليق أن ينطلق أحد للخدمة بغير هذا الرصيد من الغلبة والنصرة في الرب.
لم يحدُث هذا على سبيل الصدفة، وإنما بتدخُّل النعمة الإلهيَّة، إذ بسط يسوع الكتاب ووجد الأصحاح الذي يتنبأ عنه... قرأ النص الذي يخص "سرّ المسيح":بدقَّة: "روح الرب عليّ، لأنه مسحني لأبشر المساكين."
بالحق كانوا هم المساكين الذين لا يملكون قط لا الله ولا نبي ولا العدل ولا أية فضيلة.
يؤكِّد الرب نفسه أنه هو الذي تكلَّم في النبوَّات.
لقد أخذ المسحة المقدَّسة والقوَّة السماويَّة... ليحل سبي الروح وينير ظلمة الفكر، ويكرز بسَنة الرب التي تمتد عبر السنين اللانهائية، وتهب البشر إستمراريَّة الحصاد والراحة الأبديَّة.
/خادم كلمة الرب/