تهلَّلَ = سمعنا عدة مرات أن يسوع بكى.
وهنا نسمع للمرة الوحيدة أنه تهلل.
فهو لهذا أتى ليخضع الشيطان تحت أقدام عبيده وهذا قد حدث.
إرادة الآب هي نفسها إرادة الابن أيضًا وهنا المسيح يعلن عن فرحته بخلاص البشر وأيضا هذا إعلان لفرح الآب أيضًا، فالمسيح يستعلن الآب لنا في حديث داخل الذات الإلهية مثلما يتحاور الإنسان مع نفسه داخل عقله.
فهو ليس تهليل جسدي كما نتهلل بالملذات العالمية.
بل هو تهليل روحي لخلاص البشر، والمسيح سمح بأن يلمس تلاميذه هذه الفرحة ليدركوا وندرك نحن معهم كم يحبنا الله.
ويعطينا فكرة عن أن هناك فرح روحي وهناك أيضًا مصادر أخرى للفرح لكنها مصادر مخادعة.
وكان فرح السبعون هنا من نوع الأفراح النفسانية، فهم فرحوا بالمواهب، ولذلك نبههم السيد إلى أن ما يفرح حقيقة هو ضمان الخلاص.
فرح المسيح يعنى نجاح عمل الخلاص الذي أتى من أجله ليخلص الإنسان من عبوديته للشيطان ورجوعه لأحضان الآب السماوي.
طوّب الرب يسوع ويطوّب كل مَن يرى جمالات الله متجلّية في الانسان والعائلة والمجتمع والطبيعة، ويراها عندما يرتفع في الصلاة بعقله وقلبه الى الله.
ذلك أن الصلاة مشاهدة تزرع السلام والفرح في باطن الانسان.
هذا ما اختبرته النفوس النقيّة المصلّية، وغاب عن الذين وضعوا عقلهم وقلبهم في العلم والسلطة وغنى الدنيا وبحثوا فيها عن سعادة لم يجدوها في عمقها، وسرعان ما تبخّرت كالسراب. أسكن يا رب نفوسنا لترفض الأمجاد الباطلةوانعم علينا برؤيتك وسماع صوتك العذب الحنون.
#كلمة حياة
/خادم كلمة الرب/