مروراً بأريحا في الطريق إلى أورشليم، سمع بارتيماوس الأعمى بمرور المسيح، فجاء صراخه "يا ابن داود، ارحمنى" معلنا إيمانا فاق كثيرين... فلقب "ابن داود"، هو لقب المسيح المخلّص، فقد أعلن وآمن بمن رفضه الكهنة والفرّيسيّين.
ورجاؤه في الشفاء على يديه، هو إيمان بقدرة هذا المخلّص على كل شيء.
عندما صرخ من أجل الرحمة، انتهره كثيرون...
† ألا يفعل الشيطان معنا هكذا، محاولا إسكاتنا عن التوبة وطلب الرحمة؟ ليتنا نفعل مثله ونزيد صراخنا نحو الله، فنفوز بمراحمه وشفائه لأرواحنا.
"فوقف يسوع": وكيف لا يقف؟! وهو المغلوب من حنانه وحبه للبشر، ونادى على المحتاج الصارخ.
فطرح الأعمى رداءه - يرمز الرداء لكسل الإنسان - وجاء إلى يسوع ينبوع شفاءنا.
بالرغم من وضوح وتوقع طلب الأعمى، إلا أن المسيح سأله: "ماذا تريد؟" وهذا يذكّرنا بمريض بيت حسدا الذي سأله المسيح: "أتريد أن تبرأ؟" (يو ٥: ٦).
فالمسيح إذن يريد أن يعلّمنا شيئًا هاما، وهو أنه على الإنسان دائما أن يعلن إرادته وإصراره أمام الله، مهما كان ضعفه، والمسيح هو القادر على علاج هذا الضعف أو العجز... ولهذا نال هذا الإنسان شفاءه بسبب إيمانه وإصراره... وتبع يسوع في الطريق، أي في دخوله لأورشليم.
† ليتنا نتعلم يا أخي من هذا الأعمى كيف نصرخ إلى الله، ولا يوقفنا شيء حتى ننال ما نرجوه منه، وخاصة خلاص نفوسنا.
/خادم كلمة الربّ/