في نفس يوم إشباع الجموع، وعند مسائه، أخذ التلاميذ -دون السيد- سفينة للعبور خلال بحر الجليل إلى كَفْرَنَاحُومَ.
ولنلاحظ التعابير التي أوردها القديس يوحنا بدقة: (الظلام - لم يكن يسوع - هاج البحر).
وكأن القديس يرسم لوحة بدقة بالغة، إذ يقول إن لحظات الضعف الحقيقي (الظلام) في حياة الإنسان، هي اختفاء المسيح عن حياته، مما جعل الشيطان والتجارب (الريح العظيمة) تعصف بهذا الإنسان، فتتعذب نفسه، ويقع فريسة للخوف، بدلًا من الاطمئنان والأمان.
ولما أجهدهم التعب، مما هم عليه من صراع وجهد في التجديف من (٣ إلى ٤ أميال)، أي عندما يفرغ الإنسان من كل حيلة وكل مجهود، يأتي المسيح معلنا ذاته بقوة "أنا هو، لا تخافوا"... فيحل السلام مكان القلق، والطمأنينة مكان التوتر، إذ استراحت النفس في مخلصها.
†إلهي الحبيب... لا تتركنى أبدا، بل لا تجعلنى بجهالة أتركك، فالرياح قاسية، والعاصف مغرق، وليس لى نجاة سوى صوتك الهادئ القوى: "أنا هو، لا تخافوا"؛ اجعل هذه الكلمات سندا لى في كل حياتى، واجعلنى أصلى مع كنيستك دوما: "يا ملك السلام... أعطنا سلامك."
/خادم كلمة الربّ/