15-17: "الهيرودُسِيّين": جماعة من اليهود يتحزّبون لعائلة هيرودس، وهي من أصل أدومى، أي غير يهود، ويتمنون أن يكون أحد أفراد هذه الأسرة واليا على اليهودية من قِبَلِ السلطة الرومانية، ويهتمون بالخضوع للدولة الرومانية وجمع الجزية.
استمر الفرّيسيّون في شرهم نحو المسيح، ورغم احتقارهم للهيرودُسِيّين لأنهم يتبعون السلطة الرومانية، أما هم فيقاومون المستعمر الروماني، لكنهم اتحدوا معهم ليمسكوا أي خطأ على المسيح.
وبرياء، مدحوا المسيح قائلين إنه معلم الحق، واستفزّوه بمدحهم له أنه لا يخاف من أحد، حتى يرفض دفع الجزية.
ثم سألوه: هل تُعطَى الجزية لقيصر بحسب أوامر الدولة الرومانية؟ فإذا قال تُعطَى، يكون متعاونا مع المستعمر، فيثيروا اليهود عليه.
وإن قال لا، يصبح مقاوما للدولة، ولابد من القبض عليه ومحاكمته.
"قيصر": اسم لأي إمبراطور روماني، مثل لقب فرعون لأي ملك في مصر القديمة، وكان القيصر حينذاك هو تيباريوس.
18: الله فاحص القلوب وعالم الغيب، عَلِمَ أفكارهم، وقال لهم: "لماذا تجربوننى؟" ونبههم إلى خطيتهم وهي الرياء، لعلهم يتوبون ويؤمنون به أنه هو الله عالم الغيب، ولكنهم للأسف لم يتأثروا لقساوة قلوبهم.
19-22: "أرونى معاملة الجزية": وهي إحدى أنواع النقود التي تُدفَع بها الجزية، مثل الدينار الرومانيٍ.
وبتقديمهم هذا الدينار، يعلن الفرّيسيّون خضوعهم للسلطة، عكس ما ينادون به من أن خضوعهم يلزم أن يكون للهيكل فقط.
فليست معهم نقود يهودية فقط، مثل الشاقل، بل نقود رومانية أيضًا.
فأعلن لهم أنهم ينادون بما لا يطبقونه، خوفا من السلطة.
طلب منهم المسيح إحدى العملات فأروه دينارا عليه بالطبع صورة القيصر الروماني واسمه.
فسألهم: لمن الصورة والكتابة؟ فقالوا: لقيصر. فقال لهم: أعطوا قيصر ما يخصه، وهو الجزية وكل الواجبات السياسية المطلوبة من المواطن التابع للدولة الرومانية، فحيث أن الدولة تقدم خدمات للمواطنين، فهي تستحق أن تأخذ هذه الجزية.
أما الأهم، وهو الروح، فأعطوها لله، لأن المال هو الأدنى والأقل أهمية، أما روح الإنسان فهي أهم ما فيه.
فتعجبوا جدًا من حكمته، لأنه لم يسقط في خطأ يمسكونه عليه، ولكن للأسف لم يؤمنوا ويتوبوا.
† أنت صورة الله فَأَعْطِهِ قلبك وحياتك، ولا تكن صورة لإبليس بمحبة الشهوات الرديّة والكبرياء. تُبْ والتصق بالله، لتستعيد صورته فيك.