أعلن المسيح شَرْطَىِّ تبعيته ليصير الإنسان عضوا في هذه الكنيسة، وهما:
(١) إنكار النفس، أي الاتضاع.
(٢) حمل الصليب، أي احتمال الآلام لأجل التمسك بالإيمان ووصايا الله.
وإذ بدا الطريق صعبا، أوضح المسيح أن تخليص النفس من خطايا العالم يلزم إهلاكها، بمعنى رفض وقتل كل شهوة رديّة في النفس، ومن يُهلك نفسه، أي يحمل الصليب لأجل المسيح، ينقذها من الضياع في شرور العالم، ويجد لها مكانا في الملكوت.
٢٦: من الناحية الأخرى، لو استباح الإنسان لنفسه شهوات العالم، ولو تصورنا أنه مَلَكَ كل شهوة فيه، سيخسر أبديته، وبهذا يكون قد أضاع كل شىء، لأن هذه النفس ليس ما يساويها أو يعوضها، فللإنسان نفس واحدة لا يستطيع أن يجد غيرها، وهي أغلى من كل ممتلكات العالم وشهواته، وثمنها هو دم المسيح المسفوك لأجلها، فلا يمكن أن يضيع الإنسان أغلى شيء في الوجود، وهو نفسه، لأجل أية شهوات مادية مؤقتة.
٢٧: "ابن الإنسان": لا يستحى المسيح أن يدعو اسمه في السماء ابن الإنسان، فكما شاركنا في الضعف بالجسد على الأرض، يشركنا معه في المجد السماوي، ويظل بيننا كبكر بين إخوة كثيرين.
ينبههم المسيح هنا ليوم الدينونة، حين يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، ويحاسب كل إنسان على إيمانه، ومحبته له، وكل أعماله.
فهو بهذا يُطَمْئن أتباعه أن ما يعانونه على الأرض، سيأخذون مكافأته يوم الدينونة.
وعلى العكس، الأشرار الذين تلذذوا بالخطية، سيعاقَبون في ذلك اليوم.
٢٨: مجيء ابن الإنسان في ملكوته، قد يُقصَد به تجليه على الجبل أمام تلاميذه الثلاث: بطرس ويعقوب ويوحنا.
وقد يكون المقصود انتشار الإيمان بالمسيح ومُلكه على القلوب في بلاد العالم المختلفة، وهذا قد عاينه كثير من التلاميذ الذين عاشوا مدة طويلة، مثل يوحنا الحبيب الذي عاش إلىقرب نهاية القرن الأول.
† لا تنبهر بشهوات العالم الزائلة، أو تنشغل بهمومه واحتياجات الجسد.
ولا تكن مقاييسك مادية مثل باقي الناس، بل اطلب خلاص نفسك بنمو علاقتك مع الله وخدمة الآخرين، مفضلا عمل الرحمة عن راحتك، وتقبّل بفرح كل الآلام التي يسمح بها الله لك، مدربا نفسك كل يوم على ضبط شهواتك واستخدام كل شيء بمقدار، حتى تنطلق مشاعرك بالحب نحو الله، وتُعد نفسك للأبدية.
/خادم كلمة الرب/