٢٤: كان المسيح يستعد لآلامه ليفدى البشرية التي يحبها، بينما كان رؤساء الكهنة يتشاورون بحسد وحقد كيف يقبضون عليه ويقتلونه، أما أخصائه التلاميذ، فانشغلوا عن مشاركته آلامه بالبحث عمن هو الأكبر فيهم، والذي يأخذ مكانًا أعظم في المملكة الأرضية التي يظنون أن المسيح سيقيمها.
واختلفت الآراء وحدثت مشادة بين التلاميذ، كل منهم يبحث كيف يكون أكبر وأعظم من الباقين.
٢٥-٢٦: فهم المسيح ما دار بين تلاميذه وعاتبهم على محبتهم للرئاسة، إذ أن هذه الرذيلة من صفات الأمم البعيدين عن الله، الذين يسعون للعظمة ويعطون عطايا بغرض أن يدعوهم الناس محسنين وكرماء وبهذا يتسلطون على بعضهم البعض.
أما المؤمنون بالمسيح، فينبغي أن من هو أكبر في سنه أو مركزه أو علمه... الخ، يضع نفسه أصغر وأقل من الباقين ومن له القدرة على القيادة والتقدم يتعامل كخادم للكل.
ولذا في كنيسة العهد الجديد من يعلم غيره ويقوده في طريق الحياة الروحية يسمى خادم، ليتذكر دائمًا أن يضع نفسه أقل من الكل.
٢٧: قدم المسيح نفسه مثالًا في الاتضاع، إذ وهو المعلم الذي ينبغي أن يجلس ويخدمه تلاميذه، كان هو مهتمًا بخدمتهم بل بغسل أرجلهم.
فقد غسل أرجل تلاميذه بعد الفصح وقبل تأسيس سر التناول.
وهذه المشاجرة إما أن تكون قد حدثت بعد غسل الأرجل أو تكون حدثت قبل دخول أورشليم، ولكن لوقا ذكرها متأخرًا لأنه لا يهتم بترتيب الحوادث زمنيًا.
٢٨-٣٠: ثبتوا معي في تجاربى تركوا أهلهم، واحتملوا إهانات وعداء الكتبة والفريسيين لهم.
أجعل لكم... ملكوتا أعطيكم الملكوت السماوي مكافأة لما احتملتموه.
كما جعل لى أبى أي المسيح له ملكه منذ الأزل الذي له في الآب، وأخلى ذاته بالتجسد وصار في شكل الإنسان العادي ثم يعود لمجده بعد قيامته وصعوده.
تأكلوا وتشربوا... في ملكوتى الشبع الروحي بالمسيح في ملكوت السموات.
وتعنى أيضًا ملك الله على قلوب التلاميذ بالإيمان في الكنيسة، فيتناولوا من جسده ودمه طوال حياتهم على الأرض.
على كراسى تظهر عظمة مكانة التلاميذ في ملكوت السموات.
يمدح المسيح تلاميذه لأنهم احتملوا معه آلام الخدمة تاركين أهلهم وبيوتهم، ويعدهم بالملكوت الأبدي معه، وأنهم يأكلون على المائدة الروحية في السموات ويتمتعون بعشرته إلى الأبد.
وفي مكانهم هذا يدينون كل اليهود الذين لم يؤمنوا به، إذ ينظر اليهود لتلاميذه في المجد الذي نالوه بسبب إيمانهم، ويندمون في العذاب الأبدي لأنهم كانوا معهم في نفس الظروف ولم يؤمنوا.
† قدم الآخرين عنك في الكرامة، وإذا أخذت مكانًا قياديًا فامدح وإرفع من معك طالبًا في قلبك ما هو أهم وهو عشرة الله، فتنال سعادة في الأرض وفرح في السماء.
/خادم كلمة الربّ/