في اليوم السابع، بعدما إنتهى الله من فعل الخلق، إستراح وأعلن للخليقة كلّها، أنّ هذا اليوم، اليوم السابع، هو يوم عيد الخليقة، وعليها أن تقيم إحتفالات متنوّعة.
قرّرت جميع الخلائق أن تقدِّم للّه الخالق أجمل ما عندها، عرفاناً بالجميل لأنه أوجدها من العدم.
قدَّم السنجاب للخالق سلّة مليئة بالجوز والبندق؛ والأرنب باقة من الجزر والفجل الطري؛ والخراف حزمة من الصوف الناصع البياض؛ والبقر حليباً كامل الدسم، لذيذ المذاق...
وتشابكت أجنحة الملائكة لتؤلّف إكليلاً في السماء يكلّل الخليقة، وأنشدت مجد الله!
كان الإنسان ينتظر دوره ليمثل أمام العرش الإلهيّ، محتاراً في ما يقدِّم هديّة للخالق تليق به، والخليقة كلّها ملك له: ما عساي أن أقدِّم لله؟ للزهور عطرها! وللنحل عسلها!
وقرّرت الفيلة أن تقدِّم لله ناباً كبيراً من العاج!...
وقف الإنسان في آخر رتل المخلوقات ينتظر دوره قلقاً، في حين، كانت الخلائق تمرّ أمام العرش، وتضع هداياها عند أقدمه شاكرة...
وكلّما إقترب الإنسان من العرش، زاد إرتعاشه وخوفه...
وأخيراً! مثل الإنسان أمام العزّة الإلهيّة، وأقدم على عمل لم تجرؤ أيّ من الخلائق أن تقوم به... ركض نحو الله، ورمى بنفسه في أحضانه، مردّداً بصوت عال: أنا أحبك!
سمع الربّ وكلّ الخليقة معه هذه العبارة الرقيقة.. ,وأشرق وجه الرب بنور إلهيّ وفهمت الخلائق أنّ الإنسان قدَّم لله أجمل هديّة.
إنفجر الجميع يرتّلون: هللويا، هللويا ،هللويا!
وكان هذا اليوم، عيدالخليقة.
وفي اليوم السابع، قام يسوع إبن الله من بين الأموات، وقدّم الخليقة لأبيه السماوي، ومنح العالم حياة أبديّة!
وأنت، أيّها الإنسان، إنسان القرن الحادي والعشرين، كيف تشارك الخليقة في عيدها في اليوم السابع من كل أسبوع؟
ما عساك أن تقدِّم للّه الخالق الذي يحبّك ويرعاك ويقدِّم لك كل ماتحتاج إليه لتكون سعيداً؟