كان حمار يحمل جوالاً من الملح يسير بجوار النهر وبجواره حمار آخر يحمل إسفنجاً.
فكان الأوّل بالكاد يسير من ثقل الحمل أمّا الحمار الثاني فبالرغم من أنه يحمل كميّة كبيرة من الإسفنج ويبدو الحمل كبير جداً إلاّ أنّه كان خفيفاً للغاية.
كان حامل الإسفنج يسخر من حامل الملح لأنّ علامات الإرهاق تبدو عليه ولم يكن يدرك مدى ثقل الملح بل كان يظنّ أنّ زميله الحمار ضعيف في صحّته ومرهق وبينما كان حامل الإسفنج يهزأ بحامل الملح إنزلق الأخير في النهر فذاب الملح وخرجزالحمار يسير بسهولة كأنّه لا يحمل شيئاً.
إغتاظ حامل الإسفنج كيف صار أخوه حامل الملح لا يحمل شيئاً فتعمّد أن يُظهر كمن إنحرف إلى النهر وبالفعل نزل النهر فتشرّب الإسفنج الماء وصار الحمل ثقيلاً جداً وحاول صاحبه أن يرفع الثقل من حماره لكنّه لم يستطع فمات الحمار غرقاً !!
وفي حزنٍ وقف الحمار الآخر يبكى أخاه الذي أراد أن يقلّده بلا تفكير فمات غرفاً.
هب لي الحكمة يا الله فلا أقلّد أحداً بمظهر خارجي بل بالحكمة أتعلّم من كل أحد ما يليق لي.
"ها أنا آتي سريعًا. تمسّك بما عندك لئلّا يأخذ أحد إكليلك" (رؤ ٣: ١١)