تطلّع رجل أعمال إلى متسوّل ، وما إن نظر إليه بعمق حتّى تذكّره بسرعة ، فهو زميل الدراسة القديم !
لم يعرفه للوهلة الأولى لسبب ملابسه القذرة وحالته البائسة ، ولكن ما إن ناداه بإسمه حتّى تذكّر كلّ منهما الآخر.
وما كان من رجل الأعمال إلاّ أن كتب شيكاً بمبلغ كبير وقام بالتوقيع عليه قائلاً : "خذ هذا المبلغ وإبدأ به مشروع تجارى صغير ليتحسن حالك ... "
بعد تردّد طويل أخذ المتسوّل الشيك وعيناه مليئة بالدموع شكراً وعرفاناً لصديقه.
ذهب المتسوّل إلى البنك لصرف الشيك ، وعندما وصل إلى باب البنك توقّف وفكّر في نفسه : "هل يُعقل أن يصرفوا مثل هذا المبلغ لمتسوّل مثلي ملابسه ممزّقة وحالته يرثى لها ..؟"
وفي حزنٍ شديد مزّق الشيك وعاد في طريقه.
وبعد عدّة أيّام ، مرّ رجل الأعمال في نفس الطريق ففوجئ بصديقه القديم لازال يتسوّل ، فسأله :
"ألم تصرف الشيك ؟"
أجابه المتسوّل :
"لا لأنّه مستحيل أن يصرف البنك مبلغاً كبيراً كهذا لرجل بمثل حالي".
غضب رجل الأعمال من هذا التصرّف وقال له :
"إنّ ما سيجعل البنك يصرف لك المبلغ ليس حالتك التي أنت عليها بل توقيعي أنا على الشيك"
عزيزي القارئ...
+ أحياناً كثيرة ننظر إلى ضعفنا وعدم إستحقاقنا ، وننسى أنّ الله هو من إشترانا لكي يكون لنا نصيب وميراث معه فى ملكوت السماوات.