كان رجلاً مسيحياً بسيطاً يعمل بالمقاولات والمعمار وكان عنده مخزن للأخشاب وفي مساء أحد الأيام شاهد شبحين في الظلام يقفزان من عربة نقل ويتجهان إلى مخزنه، توقف الرجل وإحتار "ماذا يفعل؟".
وصلّى لله وجاءت إلى ذهنه خطّة أسرع بتنفيذها، تقدّم إلى الرجلين اللذين كانا يحملان العربة بالأخشاب، وبكل هدوء بدأ يساعدهما في شحن الأخشاب فأشارا له على كومة من الخشب "إنّ هذه الكومة ستكون من نصيبك".
فردّ الرجل "بل إنك لص! فإنك تساعدنا فى منتصف الليل هنا .. بعد أن علمت ما كنا نفعله".
أجاب الرجل المسيحي بهدوء:
"نعم أنّني علمت ما كنتما تفعلانه لكنّني لست لصاً".
وقع الرجلان فى خوف شديد وذهول، فقال لهما "لا تخافا، أنني فكرت فيما تفعلانه ولكنّني قرّرت ألا أستدعي البوليس بل يمكنكما أيضاً أن تأخذا الخشب.
وبالتأكيد أنتم فقراء وفي إحتياج للمال ولكنّي أريدكما أن تسمعا ما أقوله أولاً".
وقد إستمعا إليه جيداً، فقد تحدث عن الله الذى يغفر لنا ذنوبنا ويعطينا أن نحيا حياة مقدّسة معه إن أردنا.
وإستطاع هذا الرجل المسيحي البسيط أن يربح هذين اللصين للمسيح بعد أن جازف بفقدان شحنة من الأخشاب ولكنّه كان يؤمن أنّ النفوس أغلى من الفلوس و "أنّ المحبة تستر كثرة من الخطايا" (١ بط ٨:٤).