في القرن الثامن الميلاديّ كانت الشكوك تنتاب أحد الرهبان حول الحضور الحقيقي للمسيح في القربان المُقدّس، فأخذ يصلّي بحرارة للإستنارة طالباً من الله أن يرأف بضعفه.
وفيما كان يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة القدّيس لونجينوس، وعند التلفّظ بكلام التقديس حصل ما سيُعتبر الأعجوبة القربانيّة الأشهر في العالم حتى اليوم :
تحوَّلت القربانة إلى لحم، والخمر إلى دم بين يدَي هذا الراهب، وظهر الدم بشكل خمس جلطات غير متعادلة.
وعلى مدى سنين طويلة، كان يُعاد إجراء تحاليل علميّة على تلك القطع ودامت عشر سنوات، بين ١٩٧١-١٩٨١، وبطلب من البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني، قام فريق من المختصّين العالميّين بعمليّة البحث والتحليل، برئاسة البروفسور أودواردو لينولي.
وكانت النتائج مذهلة: اللحم والدم هما لحم ودم بشريّان.
وبالرغم من أنّ الدم البشريّ، شأنه شأن اللحم، يتحوّل إلى مسحوق بعد مرور بضع سنوات، غير أنّ هذه القطع التي ثبت خلوّها من أيّة مواد حافظة وبقيت سليمة.
لا بل وجد مصل دم نضير في الجلطات وهي من فئة "أ ب" تماماً كفئة دم رجل كفن "تورينو".
وأمّا النقطة الأهمّ هنا أنّه على الرغم من أحجام الجلطات الخمس المختلفة، إلاّ أنّ كل واحدة منها تزن ١٥:٨٥ غ كما تزن الجلطات الخمس مجتمعة الوزن ذاته ٨٥: ١٥ غ.
أمّا قطع اللحم فتعود إلى الُبطَين الأيسر من عضلة قلب كان حياًّ في لحظة الأعجوبة.
وهذا الأمر يذكّرنا هذه الواقعة بأنّ المسيح حاضر في الوقت نفسه في كل قربانة، ولكنّه يبقى غير قابل للتجزئة، هذا الحبيب الذي يعطي ذاته لنا بكليّتها في كلّ مناولة.