HTML مخصص
«نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ»
( متى ١١: ٢٦ )
تقدَّم ولد أصم أبكم إلى إمتحان في أحد المعاهد التابعة لإحدى الكنائس؛ فسُئل: كيف أتى هذا الكون إلى الوجود؟
فكتب في الحال :
«فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» ( تك ١:١ ).
ثم سُئِل مرّة أخرى: لماذا أتى الرب يسوع المسيح إلى العالم؟
فملأت الإبتسامة مُحياه، وبسرور وإغتباط كتب :
«صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا»
( ١ تي ١: ١٥ ).
ثم وضعوا أمامه السؤال الثالث:
لماذا وُلدت أصم أبكم بينما كان الله يمكنه، وبسهولة، أن يجعلك سامعًا ومتكلمًا؟!
وكان المقصود من السؤال هو إثارة مشاعره الدفينة الكامنة في داخله وإظهارها.
وقال شاهد عيان عنه: لا يمكنني أن أنسى السلام والهدوء اللذين إرتسما على وجهه عندما أمسك بالطباشير ليكتب إجابته التي كانت :
«نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ»
( مت ١١: ٢٦ ).
لقد كان يحمل نير المسيح، الذي يعني الخضوع والتسليم الكامل، في كل ظروف الحياة المختلفة، لإرادة الله ومشيئته.
ففي الكتاب المقدس يشير النير دائمًا للخضوع لإرادة شخص آخر ( مت ١١: ٢٨ -٣٠).
ولقد كان الرب يسوع المسيح هو المثال الكامل في هذا، من بداية مسيرته الرائعة في هذا العالم إلى نهايتها.
لقد سلّم تمامًا لمشيئة الآب، آخذاً كل شيء من بين يديه.
عزيزي ..
إنّ الإرادة المُخضعة لله هي باب السعادة الداخلية الحقيقية، وهي السبيل الوحيد للوصول إلى راحة النفس.
وبقدر ما نُخضع إرادتنا لله ونُجيب قائلين: “نَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ... نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ”، بقدر ما نجد سلام المسيح وفرحه يملآن نفوسنا.