حقّق "مارك توين" الكوميدي الأمريكي الشعبي شهرة واسعة، ونجاحاً مالياً ضخماً من خلال إبداعاته، لكن كانت شهوته الداخليّة السريّة هي أن يصير أعظم مُستثمر لأمواله، حيث تُدر عليه الإستثمارات عندما تدار جيداً أموالاً طائلة بدون مجهود.
إستثمر توين أمواله في كل مجال يمكن أن يتخيّله إنسان، ولكنه فقد فرصاً أخري متعاقبة.
وممّا يدعو إلى السخرية، أنه فقد أعظم فرصة للإستثمار وأضمنها، فقد رفض بعناد أن يمد "ألكسندر جراهام بِل" بشيء من إستثماراته للصرف على إحتياجات مشروع جديد، كان هذا المشروع إلى ذلك الوقت غير معروف وخامل للذكر، الذي كان يفترض أن يوصل صوت الإنسان من خلال أسلاك كهربائية.
كان "بل" في إحتياج إلى معونات لإستكمال أبحاثه وإكتشافاته، وطلب من "توين" أن يشترك بجزء ضئيل من إستثماراته ولكنه رفض.
لم يغفر "توين" لنفسه فيما بعد أعظم إستثمار في حياته عُرف في ذلك الزمان، ألا وهو التليفون!
يتكلّم الربّ يسوع عن الإستثمارات عندما يقول :
"لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسد سوس ولا صدأ، وحيث ينقب السارقون ولا يسرقون، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا"
(متَّى ٦: ١٩-٢١)
يقول الربّ يسوع أنّه من المحتمل أن يعيش الناس كل أيام حياتهم لكنوز لا تصبح في النهاية إلا نفاية.