توجد قصّة خياليّة تُقال أحيانًا عن سبيل المُزاح، لكنها تكشف عن واقع مرّ يعيش فيه الكثيرون.
قيل أنّ آدم ترك حواء إلى ساعات ثمّ عاد، فسألته حواء: "لماذا تأخرت يا آدم؟ أين كنت؟
بهدوء قال آدم لحواء: "كنت أعمل في الحقل".
تشكّكت حواء في الأمر، وقالت له: "إني متأكدة أنك لم تكن تعمل لكنّك كنت مع سيّدة أخرى!"
دُهش آدم كيف تشكّ حواء في حبّه لها وفي طهارته، ولكي يؤكّد لها أنّه لم يفعل ذلك، قال: "ألا تعرفي يا حواء أنه لا توجد أية سيّدة أو فتاة في العالم، فإنّ اللَّه لم يخلق لي إمرأة إلاّ أنتِ؟!"
صمتت حوّاء وهي تُفكر في الأمر في شيء من الجديّة، ثم قالت له: "حقًا لم يخرج من أضلاعك غيري!"
هدأ الجوّ بين آدم وحواء، ولكن إذ حلّ المساء ونام آدم قامت حواء في هدوء تكشف صدر آدم لِتحصي ضلوعه.
إذ شعر آدم بما فعلته إستيقظ مضطربًا، وهو يقول لها: "ماذا تفعلين يا حواء؟"
أجابته: "إنّي أردت أن أطمئن أنّ اللَّه لم يخلق إمرأة أخرى من ضلوعك، فلا ترتبط بأخرى سواي!"
عزيزي القارئ...
إنّها قصّة رمزيّة خياليّة لكنّها تكشف أنّه حين يُصاب الإنسان بالشكّ يفقد ثقته حتّى في الله خالقه الذي يرعاه ويهتمّ بخلاصه وأبديّته.
إلهي إشفني من مرض الشك، فإنه يفقدني سلامي الداخلي، يفقدني أقرب من لي من جميع أصدقائي.
ليست تصرفات الغير هي علّة شكّي، لكنه فراغ قلبي وفكري.
لتملأ كياني الداخلي بك، فأعرف أنّ "المحبّة لا تُسيء الظن!"