وأراها صاحب المصنع جميع أجزاء المصنع دون أن يعرف شخصيّتها، وأخيرًا أخذها إلى مخزن الخرق البالية.
ولمّا رأت الملكة حالة الخرق المتّسخة جدًا تساءلت:
“وكيف يمكن أن تصبح هذه الخرق بيضاء؟”
أجابها صاحب المصنع :
“نعم يا سيّدتي، لديَّ مادة كيميائية قوية يمكن بها إزالة الأوساخ والألوان منها”.
وبعد أن غادرت الملكة المصنع عرف شخصيّتها.
وبعد أيّام قليلة وجدت الملكة موضوعًا على مكتبها بالقصر الملكي كميّة من الورق المصقول النادر الذي قلّما يوجد مثله.
وعلى كل فرخ من الورق كتبت الأحرف الأولى من إسم الملكة.
ووجدت أيضًا رسالة صغيرة تقول :
“هل تسمح الملكة بأن تتقبّل عيّنة من هذا الورق، مع تأكيدي بأنّ كل فرخ منها صُنِعَ من نفس الخرق البالية المتسخة التي رأتها الملكة.
وأثق أنّ هذه العيّنة سوف تحوز إعجاب جلالتك.
وهل تسمح لي الملكة أن أضيف أنني سمعت مواعظ كثيرة في المصنع، وإستطعت من حالة هذه الخرق البالية أن أدرك كيف أنّ الربّ يسوع يأتي بإنسان مسكين من أشرّ الخطاة ويجعله طاهرًا، وكيف أنّ خطاياه التي كالقرمز يجعلها بيضاء كالثلج، حتى أنّ الربّ لا يستحي أن يضع إسمه على هذا الإنسان، وكما أمكن إدخال هذه الخرق البالية - بعد تحويلها إلى الورق الناصع البياض - إلى القصر الملكي، هكذا سيدخل الناس الخطاة الذين خلصوا بدم المسيح إلى قصره العظيم”.