قيل أنهّ فى حقل غُرست فيه أشجار الكريسماس جاءت حمامة تطلب من الأشجار أن تقيم عشاً بين أغصانها لتبيض، ولكن إعتذرت لها الأشجار بأنّ وجود العش فيها سيفسد منظرها ويفقد جمالها ، فلا يقتنيها أحد ويزيّنها بالأنوار في عيد الميلاد المجيد.
بين كل الأشجار وجدت شجرة واحدة صغيرة نادت الحمامة وسألتها عن طلبها ورحّبت بها.
ففرحت الحمامة بالشجرة المحبّة لإضافة الغرباء ، والَّتي لا تطلب ما لنفسها بل ما هو للآخرين.
سألتها الحمامة : "وما هي طلبتك مقابل هذه الضيافة الكريمة؟"
أجابت الشجرة : "وجودك بين أغصانى هو أجرتي ، فإنّني أجد راحتي في راحة الآخرين".
ففرحت الحمامة وبدأت تقيم عشّها بين أغصانها.
جاء الشتاء قارصاً جداً ، فأحنت الشجرة الجزء العلوي في حنوٍّ لتحمي الحمامة وبيضها من البرد.
وبقيت الشجرة منحنية حتّى فقس البيض وكبر الحمام الصغير وطار.
حاولت الشجرة أن ترفع الجزء العلوى منها لتكون مستقيمة ،ولكن بعد هذه الفترة الطويلة لم يكن ممكناً أن تفعل ذلك ، بل بقيت منحنية.
حل فصل ما قبل عيد الميلاد ، وجاء التجّار يقطعون أشجار الكريسماس ، وكان كل تاجر يعبر بالشجرة المنحنية يرفض أن يشتريها، تألّمت الشجرة جداً بسبب رفض كل التجّار أن يقتنوها، فإنّه يأتي عيد الميلاد وتتزيّن كل الأشجار أمّا هي فتبقى بلا زينة..!
بدأت تتساءل : "هل أخطأت حين إنحنيت لأحمي الحمامة وبيضها ؟"
وكانت الإجابة فى داخلها :
"الحب الَّذي قدّمته هو الزينة التي تفرح قلب مولود المذود.
إنّني لن أندم قط على عمل محبة صنعته".
بعد أيّام قليلة جاء رجل كان قد إشترى بيتاً حديثاً ويريد أن يغرس شجرة في حديقته.
فمرّ هذا الرجل بالحقل فوجد أنّه قد قُطع الجزء العلوي من كل أشجار الكريسماس ولم يبقَ سوى هذه الشجرة المنحنية.
فأُعجب بها وإشتراها ، عندئذ أقتلعت هذه الشجرة بجذورها وغرست في الحديقة الأماميّة للمنزل الجديد.
قام الرجل بتزيين الشجرة ففرحت وتهلّلت.
وإذ مرّ العيد جفّت كل الأشجار المقطوعة وألقيت في القمامة، أمّا الشجرة المنحنية فبدأت جذورها تدبّ في الأرض الجديدة وتنمو على الدوام، وكان صاحبها يزيّنها في كل عيد للميلاد وفي كل مناسبة سعيدة.
فكانت الشجرة تتغنّى كلّ يوم بتسبحة المحبة وتختمها بعبارة: