إذ إقترب عيد الميلاد المجيد (الكريسماس)، دخلت جين بلوس أنجلوس إحدى المتاجر الكبرى لتشتري هديّة عيد الميلاد لوالديها الغنيّين.
لم تعرف ماذا تقدّم لهما، فإنّه لا يعوزهما شيء، كل شيء لديهما بكثرة.
أخيرًا إستقرّ رأيها على شراء هديّتين كل منهما تبلغ ثمنها أكثر من ألف دولار.
وقفت جين في إحدى الصفوف لدفع الثمن.
وكان ذلك في اليوم السابق للعيد، وهو اليوم الذي فيه تبلغ قيمة المبيعات في أغلب المحلات التجاريّة رقماً قياسيًّا عن كل أيّام السنة الأخرى، في مللٍ كانت تتوقع أنّها على الأقل تقف حوالي عشرين دقيقة في الصف.
لاحظت أمامها صبي صغير يرتدي ملابس مهلهلة وقد أمسك في يده بعض الدولارات يقبض عليها بطريقه عجيبة كأنه يمسك كنزًا ثمينًا يخشى أن يضيع منه.
وقد أمسك بيد أخته الصغرى التي حملت حذاءً كبيرًا من الجلد الصناعي اللامع الرخيص.
بعد حوالي عشرين دقيقة قدّمت الطفلة الحذاء، فأمسكته البائعة وقالت لها بلطف:
ستة دولارات، تطلّع الصبي في يده فلم يجد سوى ثلاث دولارات، فقال للبائعة: هل نتركه عندك ونعود فنشتريه؟ بكت أخته وهي تقول: "أريد أن نشترى الحذاء الآن".
قال لها الصبي: "لا تخافي، فإنّي سأعمل في حديقة جيراننا اليوم كلّه ونشتري الحذاء.