عُرف أحد الأغنياء ببخله الشديد وذات يوم إشترى قطعة حلوى وحملها معه في الطريق إلى بيته, ولكنها سقطت منه في الأرض فإمتلأت تراباً.
حزن على الحلوى ولكنه إذ شاهد شحّاداً يطلب منه صدقة, قدّم له قطعه الحلوى (المملؤة تراباً) وهو متذمّر للغاية.
في المساء رأى في حلم أنّه جائع جداً, وإذ شاهد فندقاً ضخماً إتجه نحوه, فرأى أعداداً ضخمة من الناس تدخله, كما لاحظ إزدحام الجالسين في المطعم وكثرة عدد العاملين.
نادى أحد العاملين وطلب منه طعاماً وإذ طال إنتظاره طلب من عامل ثاني ثم ثالث فرابع.
وأخيراً جاءه أحد العمّال يحمل قطعة حلوى مملؤة تراباً.
في غضب شديد قال الغني :
"أما تعرف من أنا؟ كيف تتجاسر وتقدّم لي قطعة حلوى مملؤة تراباً؟ أتظن أنّني أشحد منك؟ إنّي رجل غني وأستطيع أن أدفع ثمن طعام كثير!."
أجابه العامل :
"ألعلّك أخطأت في إختيار المكان يا سيدي."
- ماذا تعني؟ ألعلّه لا يوجد لديكم سوى حلوى مملؤة تراباً
- "لا يا سيّدي لدينا الكثير من أنواع الأطعمة, وها أنت ترى حولك من يُقدم له طعاماً فاخراً وبكميات ضخمة.
- لتحضر لي طعاماً وأنا أدفع لك ما تريد من مال, فإني جائع.
- إنّنا لا نقدم الطعام مقابل ثمن يدفعه أحد, إنّما نقدّم ما سبق أن أرسله كل واحد إلينا في أيام غربته على الأرض.
هنا مطعم الأبديّة ونحن نخدم البشريّة القادمة فنردّ لها ما سبق أن قدّمته.