وصل فارس بغتة أما إحدى الكنائس في فرنسا، فلمح إمرأة تبكي وبين ذراعيها طفل رضيع، فإقترب منها وسألها ما بها، فأجابته :أنا أرملة فقيرة، مات زوجي منذ ثلاثة أشهر، قبل أن أنجب إبنه بشهر واحد.
وعدني أخوه الغني أن يكون عرّاباً للصبي، وها أنا لي مدّة ساعتين أنتظره أمام باب الكنيسة.
والكاهن الفاضل يصلّي في الداخل لعلّ الله يشفق عليّ وعلى إبني فيحنّن قلب العم على إبن أخيه.
- أتقبلين أن أكون عراباً للولد ؟
- أشكرك أيّها الفارس النبيل على عرضك الذي لن أرفضه أبداً بل سأكون مدينة لك بهذا الأمر طوال أيام حياتي.
ودخل الإثنان إلى الكنيسة، فإستقبلهما الكاهن بإبتسامة ملؤها الثقة برحمة الله، وبعد المعموديّة، دوّن الفارس إسمه في سجل المعموديّة أمام ذهول الكاهن والأم : شارل العاشر ، ملك فرنسا.
بدا شارل العاشر متواضعاً في تصرّفه هذا ، ممّا أثار إستغراب الأم والكاهن معاً.
عزيزي القارئ...
ألم يدلّ تصرّف المعلّم الإلهيّ عن تواضع كبير وهو الربّ الإله عندما إعتمد على يد يوحنا المعمدان ؟
ونحن هل يظهر في تصرفاتنا مع الآخرين تواضع يدلّ على عظمتنا ؟