تقول قصّة خياليّة أنّ الشمس لم تشرق يوماً في إحدى البلاد.
إستيقظ الفلاّحون صباحاً ليذهبوا إلى الحقول، لكن الظلام كان دامساً.
وإستيقظ الموظفون في السادسة ليذهبوا إلى أعمالهم ولكن الظلمة كانت حالكة.
وإستيقظ التلاميذ ليذهبوا إلى المدارس، فلم يستطيعوا.
وعلى مدى ساعات النهار تعطّل كلّ شيء، وتوقّفت الحياة، وأصاب الناسَ القلقُ على زراعتهم، وإرتعشت أجساد الأطفال والعجائز من البرد، ودبّ الخوف في قلب الجميع.
ولمّا أتى الليل، لم يظهر القمر.
فذهب الجميع إلى دور العبادة، يرفعون الصلوات، ويردّدون الأدعية، ويصرخون ضارعين لتعود الشمس، ولم ينم أحد في تلك الليلة.
وفي الخامسة من صباح اليوم التالي أشرقت الشمس في موعدها، فتصايح الناس فرحاً، ورفعوا أيديهم إلى السماء، يردّدون صلوات الشكر، ويتبادلون التهنئة.
فقال لهم أحد حكماء المدينة:
"لماذا شكرتم الله على طلوع الشمس اليوم فقط، ألم تكن تُشرق الشمس كل صباح؟"
عزيزي.. عزيزتي...
لمَ لا نتذكّر الله سوى في المحن والمصاعب..؟
لمَ لا نلجأ إلى الله إلاّ أيّام الكوارث..؟
من خلال هذه القصّة نوجّه دعوة لرؤية الله بجماله من خلال كل ما أعطانا. نشكر الله يومياً على جميع خلائقه. نسبّحه.. نمجّده.
نراه في جميع مخلوقاته. وأيضاً نلجأ إليه في المحن ونطلب منه العون بإلحاح.