وبينما هو في ساعاته الأخيرة صاح قائلاً أحضروا لي مفتاح الفردوس.
فأسرع أحدهم وأتى بصليب خشبيّ صغير وقدّمه له.
ولكنه بعد أن قبّل الصليب وضعه بجواره وكرّر كلامه ثانية قائلاً :
أريد مفتاح الفردوس
ولمّا رأى أنّهم قد إحتاروا ولم يعرف أحدهم ماذا يريد... قال لهم.. إنني أريد إبرة الخياطة.
ولمّا أحضروا له الإبرة إحتضنها بين يديه بإعتزاز ثمّ نظر إلى عيونهم المندهشة وقال :
إنّ هذه الإبرة هي المفتاح التي سأدخل به إلى الفردوس فقد كانت لي صديقة حكيمة علّمتني كيف أكون صبوراً. طويل الأناة وطالما قضيت معها الساعات الطويلة أرتّل مزاميري ومع حركتها على القماش كان قلبي يخفق مناجيا الله بأحرّ الكلمات.
نعم إنّها مفتاحي للفردوس فهي صليبي في هذه الحياة واليوم سأدخل بفضلها إلى الفردوس.
أخــــــــــي الشــــــاب وأختي الشابة...
إنّ إلتزاماتك في الحياة والتي تشكو منها وتحلم من التخلّص منها هي بمثابة مفتاح الفردوس إن كنت تؤدّيها بأمانة وكنت تلتقي مع الله من خلالها.
تعلّم أن توجّه ذهنك للمسيح في كل عمل تعمله وردّد هذه الصلاة :
(من أجلك... سأفعل... سأحتمل... سأصبر إلى النهاية)
تذكّر فى كل يوم أنّه آخر ما تبقّى لك فى العالم فإنّ ذلك ينقذك من الخطيئة.