في مدينة أتوا بكندا إذ يحلّ فصل سقوط الثلج يفرح الأطفال جدًا، حيث يجدوا فرصتهم للعب معًا في الثلج، فيقيمون تماثيل من الثلج في الحدائق ويتركونها طوال فترة الشتاء، حتّى متى حلّ الدفء تذوب.
مع سقوط الثلج في بداية فصل الشتاء صارت الحديقة كلّها بيضاء، وخرج ثلاثة أصدقاء يلعبون معًا.
قال أحدهم، هلمّ ندخل في سباقٍ، فنصنع طرقًا بين الثلج بأحذيتنا، كل منا يسير على الثلج بإستقامةٍ حتى السور، لنرى من الذي يصنع طريقه مستقيمًا تمامًا.
إبتعد الثلاثة عن بعضهم البعض، ثم بدأوا يسيرون ويضغطون بأحذيتهم على الثلج.
فجأة وجد الأول نفسه قد إنحرف تمامًا عن السور.
والثاني ظنّ أنه قد صنع طريقًا مستقيمًا لكنه بعد أن بلغ السور تطلع إلى الطريق الذي صنعه بحذائه فوجد نفسه قد إنحرف من هنا ومن هناك يمينًا ويسارًا.
وأمّا الثالث فصنع الطريق مستقيمًا تمامًا.
تساءلوا فيما بينهم لماذا لم ينجح الأول والثاني في إنشاء طريقٍ مستقيمٍ إذ صنع الأول طريقًا منحرفًا والثاني متعرجًا، بينما نجح الثالث في ذلك.
وكانت إجابة الصديق الثالث:
لقد كنتما تتطلعان إلى أسفل وأعينكما على قدميكما لذا إنحرفتما في الطريق، أما أنا فقد صوبت نظري إلى الشجرة التي أماميعلى حافة السور ولم أمل بنظري يمينًا أو يسارًا، ولا إلى أسفل لذلك جاء الطريق مستقيمًا.
عزيزي القارئ...
حياتنا هي سباق بين البشر، فمن يسلك في الطريق الملوكي يبلغ إلى السماء بلا إنحراف ولا تعريج وسط ثلج هذا العالم.
كثير من الشباب يشتهون السلوك المستقيم لكنهم يشعرون بالعجز، ويعلّلون ذلك بأنّهم بشر ضعفاء، عاطفيون، وأنّ العالم جذّاب، أو الحياة قاسية.
لكن سبب الإنحراف أو التعرّج هو عدم تركيز عينيْ القلب على شجرة الحياة، ربّنا يسوع المسيح.
جيّد أن نعترف بضعفاتنا، ونحذر إغراءات العالم وحيل عدو الخير، لكن يلزمنا أولاً وقبل كل شيء تركيز أنظارنا على مسيحنا.
هذا هو الجانب الإيجابي الذي يسندنا في النمو الروحي عوض الإنشغال بالسلبيّات.
إن أردنا أن نسلك بإستقامة يلزمنا ألّا نتطلّع إلى تراب هذا العالم والوحل، كما لا نلهو بمباهجه وإغراءاته، لأنها تنحرف بنا عن الطريق الملوكي، وأيضاً لا نتطلّع إلى ذواتنا، بل نرفع أعيننا إلى فوق ونتطلّع إلى مسيحنا فيحملنا فيه، الطريق الإلهيّ الملوكي الذي لا يحمل إنحرافًا!
يقول الرسول بولس :
"لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع " (عبرانيين ١:١٢- ٢).