ليس لأنّ العذراء لم تبتسم وهي في حياتها على الأرض بل لأنه لم يجسر أحد لا في الشرق ولا في الغرب أن بكتب أيقونة العذراء إلا بكل مهابة وإكبار وإجلال.
الأيقونات البيزنطيّة ليس فيها ظلال والمسيح والعذراء والقديسون ليس على وجوههم أي تعابير تدل على أي إنفعال سواء أكانت تلك الأيقونات تمثل عرس قانا أو وقوف يوحنا ومريم وسائر المريمات عند الصليب أو تنزيل الرب المصلوب عن الصليب أو دفن المسيح.
وفي ذلك يقول كاتب الأيقونات إنّ المسيح والعذراء والقديسين هم في كمال القداسة ومنزهون عن الإنفعال كائناً ما كان، لا البهجة ولا التعجب ولا التعاطف ولا الحزن ولا الغضب ولا الشوق... هم في السماء وتقاسيم وجوههم لا تدلّ إلاّ على إنعدام الإنفعال لأنهم منزهون عن الهوى أي عن كل إنفعال بشريّ وعن كل ردّة فعل بشريّة إنفعاليّة مهما كانت.
وفي الأدب النسكي إن غاية وقمّة الجهاد الروحي بلوغ مرحلة "اللاهوى".
لذلك فالصورة أعلاه مرفوضة وقبيحة ومستهجنة ولم نشاهد مثلها في تاريخ الكنيسة إطلاقا وصانعها إما جاهل أو مغرض أو يحاول إظهار مهارته في برامج التصوير التي في الكمبيوتر.