كي تدخل من الباب الضيّق عليك أن تتواضع، أن تنحني، وأن تتخلّى عن كل حملك الدنيوي!
لكنّك لا تقبل أن تنحني لأنّك منفوخ كبرياء كالطاووس ومليء من علمك وتعتبر نفسك كأمير زمانك...
ولا تقدر أن تدخل من حملك خيبات من الماضي وحاضرك الثقيل المرير...
وأصلاً قد ضيعت الباب بسبب عجقتك وتلهيك بالملذّات وتعبدك لشهواتك ...
تتبع الموضة فتدرز جسمك بالوشم وتعلق في رقبتك طلاسم متنوعة...
تسيج نفسك بحراس وبسور عال وتختبئ في قصرك الخيالي متل الوالي والوزير ...
تعوّدت على الكسل والتهاون والطرقات الواسعة لأنّها أسهل فصرت مستغنياً معتراً فقيراً ....
لذلك أشفق عليك أسيادك حكّام العالم فأطعموك من فتات موائدهم ومن أكل الخنازير !
إصحي يا نفسي الشقيّة وإشتري زيت الرحمة حتّى تعبّي سراجك قبل أن يأتي عريسك و يقفل الباب فتبقين خارج الملكوت تنوحين وتبكين على حالك!
يا فرحتك إقتربت أنوار القيامة!
/جيزل فرح طربيه/