نحن كثيرون ممّن نداوم على القداديس والصلوات والإحتفالات الليتورجية، ننادي بالأخلاق والقيم الإنجيليّة، نطلق شعارات ونطالب بحقوق المسيحيّيننبدو في الظاهر أحياء لكنّنا من الداخل قبور معفّنة!
نحن كثيرون نخرج من القدّاس مثلما دخلنا نخاصم ونشتم، نظلم ونتهكّم، لا نغفر ولا نرحم، نسمع كلمة الله بالأذن اليمنى وتخرج من الأذن الشمال ولا نتذكّر!
نحن كثيرون أنصاف مسيحيين، لنا رجل في البور ورجل في الفلاحة، ننجرف مع كل ريح تعليم، تبهرنا وتغرينا الأضواء، نصفّق لمن يتكلّم بحسب أهوائنا، نقتطع ما يحلو لنا من كلمات الإنجيل ونهمل ما لا يناسبنا!
نحن كثيرون المسيحيّين الموسميّين، ندخل الكنيسة في الأعياد الكبرى، في الشعنينة نتزيّن ونتصوّر ونتبارى في حمل أطول شمعة، وفي عيد القيامة نتفنّن في صنع المعمول ونتفاقس بالبيض الملوّن!
نحن كثيرون المسيحيّين الديّانين نصبنا أنفسنا قضاة على أخوتنا، نرى القشّة في عينهم ولا نرى في عيننا الخشبة!!
نحن كثيرون من أنكر الفادي، مثل يهوذا نسلمه بقبلة، نبصق في وجهه نكلّله بالشوك، نجلده نصلبه على خشبة!
يا ربي يسوع المسيح إرحمنا!
/جيزل فرح طربيه/