قال الكاتب الإيطالي أومبرتو إكو:
"من لا يقرأ يعيش حياة واحدة حتى لو إجتاز السبعين؛ أمّا من يقرأ يعيشُ خمسة آلاف عام. القراءة أبديّة أزليّة."
المقصود هنا القراءات العالميّة أي ما كتبه الناس من قصص وروايات ومؤلفات في كل المجالات، فإذا إعتبر الكاتب أنّ قراءة كتب البشر هي أبدية أزلية، فماذا نقول إذن بخصوص كلمة الله!
لا شكّ أنّ القراءة بشكل عام، متى كانت قراءة هادفة، تثقف الإنسان وتوسّع آفاق فكره وعقله، لكن وحدها قراءة كلمة الله تهب الحياة الأبديّة!
يقول المزمور :
"سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي."
( ١١٩: ١٠٥)
وتتكلم الرسالة إلى العبرانيّين عن كلمة الله فتقول :
"لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ"
(عب ٤: ١٢)
ونقرأ في العهد الجديد ما قاله الرسول بطرس للربّ يسوع :
«يَارَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ وكَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ"
(يو ٦: ٦٨)
هذا ما أكّده الربّ يسوع في خطابه الوداعي الأخير :
"وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.
(يو ١٧: ٣)
إذن وحدها قراءة كلمة الله تحيي الإنسان وتهبه معرفة الله والحياة الأبديّة!
كلامك يا إلهي نور وحياة لذلك يقول كاتب نشيد الأنشاد :
"لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ. لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ، لِذلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى."
(نش ١: ٢، ٣)
يا فرحي!
/جيزل فرح طربيه/