جلست وأصلحت الوسادة وراءها ثم تأهبت للكلام وبدا أنّ لديها كعادتها، أخباراً طازجة ومهمّة فقالت:
ألم تلاحظي أنّ أخ فلان لم يأتِ للعزاء كذلك أخوه الثاني؟
أتعرفين لماذا؟ إنهم على خلاف منذ فترة بسبب زوجاتهم ويبدو أنهم يفضلون أن لا يتلاقوا!
وأضافت: يا عيب الشوم! يقولون أنّهم مسيحيّين وهم أخوة يكرهون بعضهم بعضاً!
نظرتُ إليها بدهشة وإستغراب فهي نفسها على خلاف مع أخيها وأختها وتقاطعهم منذ عدة سنوات!
لكنني لم أعلّق شيئاً بل لزمتُ الصمت رغماً عنّي وفكّرت في قلبي:
كم نحن بارعون في إدانة الآخرين قبل أن ندين ذواتنا!
كم نحن عمياناً لا نرى أعمالنا فكيف نستطيع أن نرى أعمال أخوتنا!؟
إنّ الربّ يأتي على غفلة منا، في ساعة لا نتوقعها، فأيّ حساب نقدّمه له وبأي وجه نلاقيه!
يا ويحنا إنّ دينونتنا رهيبة!
يا رب توبنا وإرحمنا!
/جيزل فرح طربيه/