ما هي أهميّة العائلة التي يكون هدفها رؤية يسوع؟
بكل بساطة تغير العالم في مدة أقصاها ٢٠ سنة.
لأن الطفل يولد من رحم الأم لا يعرف شيئاً، ومنذ اللحظة الأولى تبدأ عملية تنشئته ليندمج بعد أعوام قليلة في المجتمع.
لذلك فإنّ الأطفال الرضّع الذين يولدون في وسط العائلات في البلدان المختلفة، يتعلمون لغتها، يسمون الأشياء بأسمائها المتعارف عليها، يتعرفون على إيقاعات النهار والليل، ويفهمون جيداً أنّهم ذكور يقلدون الآباء ، أو إناث يقلدن الأمهات ، يميّزون الخير من الشر والجمال من القبح والرذيلة من الفضيلة، بحسب ثقافة كل مجتمع.. يأخذون كل شيء من الآباء والأمهات، من الأقارب والجيران، من المعلمين والمعلمات، من رفاق الحي والنادي والمدرسة.. ومن وسائل التواصل الإجتماعي..
بمعنى آخر إذا أردنا تغيير وجه العالم نحو الأفضل بعد ٢٠ عاماً، لنبدأ الآن في تربية الأطفال على رؤية يسوع، وإلا سوف ننتج شخصيات جانحة مضادة للبيئة وللإنسان معاً.
في دراسة أعدّت في جامعة هارفرد قام بها الباحثان الإجتماعيان " شيلدون" و "اليانور" حول العوامل التي تجعل الأطفال يميلون إلى الجنوح.
إبتكرا فحصا يمكنهما من التنبؤ حول ميول الأطفال للجنوح بين عمر ٥ و ٦ سنوات.
وبعد ٤ سنوات تبيّن أنّ النتائج التي توصّلا إليها كانت صحيحة ٩٠ بالمئة.
وإكتشفا أنّ هناك ٤ عناصر ضروريّة لمنع جنوح المراهقين:
- أن يكون التأديب في العائلة حازماً وعادلاً ودائماً.
- أن تقضي الأم أكبر وقت ممكن مع أطفالها، وتعرف أين هم وماذا يفعلون في كل أوقات النهار والليل.
- أن يرى الأطفال بأعينهم المحبة بين الأب والأم وما يرافقها من تعاون وإحترام متبادلين.
- أن يشعر الأطفال بالترابط والتماسك القويّين في عائلتهم عن طريق تمضية أوقات محدّدة معاً وبصورة منتظمة.. الغداء أو العشاء، الصلاة وقراءة القصص الجميلة والمعبرة قبل النوم، قداس الأحد ، الرحلات المسلّية لكل أفراد العائلة.
الأزواج الذين يكون هدفهم رؤية يسوع في عائلاتهم، تكون بيوتهم أولويّة في حياتهم، وتبقى شعلة الحب حيّة فيما بينهم، ويربّون أبناءهم على مثال أقدس وأطهر وأهمّ شخصية بشريّة.
وبذلك يتغيّر العالم حتماً بعد ٢٠ سنة.
يا سيّد نريد أن نرى يسوع في عائلاتنا.. نريده سندا لآبائنا وأمهاتنا ورفيقاً لأبنائنا حتّى يتغيّر عالمنا نحو الأفضل. آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/