الخروف الضال يمثل الإنسان الخاطئ الذي خرج عن معادلة المئة بالمئة، أي الفرح التام.
الواحد بالمئة نسبة ضئيلة جداً في عالم الإحصاءات والحسابات، ولكنها كبيرة جداً ومهمة جداً في عالم الحب، خصوصا الحب البيتي - العائلي .
لا يكفي الوالد أن يكون ٩٩ بالمئة من أبنائه أحياء، أصحاء، سعداء، بل مئة بالمئة، لأنهم قلبه وروحه وحياته. فالقلب لا يتجزأ والا توقف عن ضخ الدم الى باقي أعضاء الجسم، والروح لا تتجزأ والا خسرت وجودها، والحياة أيضا لا تتجزأ والا حكم عليها بالانتحار والاندثار والموت .
الخروف الضال الذي يمثل الواحد بالمئة هو من خرج عن حياة العائلة عن جهل، والرب يبحث عنه بيدين مفتوحتين واهتمام كبير، ساعيا وراءه لأنه لا يعرف أن الحياة في العائلة هي أفضل له. سيضعه على كتفيه محتملا ثقله، لأن الضلال أتعبه، دون توبيخ، طالبا من الجيران الفرح معه.
لم نسمع الخروف الضال يدعو الراعي الصالح الى اعتبار حالته الشاذة وضلاله حالة طبيعية يجب تشريعها وتعميمها ليصبح الواحد بالمئة – ضلال مئة بالمئة.
إنما ارتاح فوق أكتاف الوالد الحنون وعاد طائعا الى حظيرة الخراف التي هي بيعة المسيح.إعترف الخروف الضال بجهله، ولم يتهم الراعي الذي هو الكنيسة بالجهل والا لما استطاع العودة وتحقيق الفرح التام لكل الجماعة.
كيف يمكن للراعي الصالح أن يقبل ضلال أبنائه؟ كيف له أن يشرع الشواذ؟ كيف له أن يبارك الموت؟ أليست المثلية الجنسية ضلالا؟ أليست الخيانة الزوجية جرحا مميتا للحب وبالتالي لفرح الحياة؟ أليس الطلاق جريمة بحق سلامة الابناء وصحتهم النفسية والروحية؟ أليس الاجهاض جريمة بشعة بحق الطفولة المسالمة والمستسلمة لمشيئة الوالدين؟
يا رب نحن نعلم أن خلاصنا جميعا هو فرحك التام مئة بالمئة، ردّ الضالين بيننا الى بيتك الوالدي، بارك شبابنا وشاباتنا ليعرفوا أن دعوتهم في قلب العالم وفي قلب الكنيسة هي الحب المثمر بنين وبنات يمجدون اسمك مئة بالمئة. آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/