بقراءة وتأمّل كلمة الله وحفظها في القلب والعمل بها، نثمر بالنعمة ثمار الروح القدس التي تذكرها الرسالة الى أهل غلاطية:
"مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ.
(غل ٥: ٢٢، ٢٣)
بالتالي يمكننا أن نتصوّر الثمار التي قد نثمرها من ذواتنا، متى قرأنا كتاب خلاعة أو قصصاً خياليّة أو رومنطيقيّة تجعلنا نحلم ونعيش في الغيوم أو نبني قصوراً من رمال تهدمها أضعف موجة.
كذلك يمكننا أن نتصوّر الثمار التي قد نثمرها متى شاهدنا أفلام رعب أو سمعنا نشرات الأخبار الظلاميّة أو جدالات السياسيّين العقيمة وشتائمهم، أو جالسنا أشخاصاً سطحيّين همّهم بطنهم وإشباع شهواتهم...
وقد نقرأ كتباً للتنمية البشريّة مثلاً :
كيف نصبح أغنياء، أو ٧ طرق لحياة ناجحة، أو ما شابهها من العناوين، وقد نشعر أننا نثمر ثماراً جيّدة بجهدنا وفكرنا وذكائنا، لكنها ثماراً مؤقّتة وفارغة لأنها من ذواتنا وليست من عمل النعمة.
ما عساها تكون هذه الثمار؟
إنّها أعمال الجسد التي تذكرها الرسالة الى اهل غلاطية :
"زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ"
(غل ٥: ١٩-٢١)
نفسي حاضرة يا رب نفسي حاضرة
قد فلحتها باليقظة
ونقيتها بالدموع
وغذيتها بالصلاة
فأثمر فيها ثمار روحك
كي أحيا وأفرح إلى الأبد !
/جيزل فرح طربيه/