الوحدة بين الأبناء تفرح قلب الآب، لا بل يكتمل فرحه بهذه الوحدة، إذاً لماذا التفرقة بين الإخوة؟
أي والد لا يلتهب قلبه فرحاً عندما يرى أولاده مجتمعين على رأي واحد، أو على طاولة واحدة ، أو تحت سقف واحد؟"
ألا يستغل الآباء فيما بيننا كل مناسبة سعيدة لجمع أبنائهم تحت أجنحتهم؟ وان غاب أو تأخر أحدهم هل تكتمل فرحته؟
من يستطيع تبرير هذا الكم الكبير من الألم والوجع والموت نتيجة كل تلك الإنقسامات بين الإخوة ؟
يتربّى الأخوة تحت سقف واحد، يأكلون ويشربون سوياً، يلبسون ثياب بعضهم البعض، يلعبون ويتشجارون، يفرحون ويحزنون، يحلمون بالحصول على غدٍ أفضل... وعندما يأتي هذا الغد يختلفون أو أنهم يبتعدون عن بعضهم وتذبل أو تموت روح الاخوّة فيما بينهم.
لماذا؟! ألعلّه الطمع أو الغيرة أو إستفحال الأنانية أو تدخل الزوجات والأقارب والغرباء والمصالح الضيقة في تفريق الأخوة؟!! إذا إختلف الأخوة فمن يصلح بينهم؟! وإذا تفرقوا فمن يجمعهم؟!
وإذا خرجنا من الحلقة العائلية الصغيرة إلى العائلة البشريّة الكبيرة نرى الخلافات والإنشقاقات والصراعات والنزاعات على أشدّها، فتتحوّل إلى خصومات بغيضة تُفقد الناس سلامهم ومجدهم وفرحهم...
ألا يكفينا حروبا في لبنان وفي سوريا والعراق وكل الشرق وعلى مساحة العالم أجمع؟!
ألا يكفينا شرّ سنوات الحرب المرة في لبنان والتي سُميت أهلية؟! فهل الأهل يتقاتلون؟! نعم ذبح الأخوة بعضهم ونكّلوا وهجروا بعضهم مستخدمين كل أنواع العنف الجسدي والنفسي والمعنوي... والظاهر أن الأخوة لا زالوا مستعدين لإشعال الفتنة فيما بينهم تحت عناوين الطائفة والعقيدة والزعيم والمحور والنتيجة محسومة سلفاً: دمار وخراب، ضحايا أبرياء وشهداء، تهجير وتعتير، أرامل وأيتام، حداد وسواد ودموع...
إبق معنا يا رب لئلا نخسرك وتخسرنا، فنحن لا زلنا في العالم إجعلنا واحدا فيك ومعك كما أنت والاب واحد، إحفظنا باسمك القدوس الى الابد. آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/