في الحقيقة لم تكن عدم قدرة زكريا المؤقتة على الكلام عقاباً إلهياً بل بركة، لأنّه في الصمت إستطاع أن يتأمّل ويفهم مشيئة الله وقوّة تدابيره وعظمة قدرته!
في صمته أعاد زكريّا الكاهن تأمّله في الأسفار النبويّة التي أنبأت وتكلّمت عن المسيا المنتظروعن الملاك المزمع أن يمهّد له الطريق والذي هو الجنين في بطن أليصابات كما قال النبيّ أشعيا :
"صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: «أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا.»"
(إش٤٠: ٣)
ونحن أيضاً لنتحضّر لميلاد الربّ وتجسّد الكلمة الإلهيّ في حياتنا، علينا أن نلتزم الصمت المقدّس مثل زكريّا، صمت الحواس حافظين أبواب حواسنا من تلوث الضجيج والميديا ومواقع التواصل حولنا، لاجمين لساننا عن الشتيمة والكلام البطال، حافظين نوايانا من أفكار الإدانة و الشهوات المنحرفة، منقّين ذهننا بكلمة الله والمواظبة على الأسرار والطاعة للوصايا، كي نعاين وجه المولود الإلهيّ في مغارة قلوبنا!
أيها الطفل النائم في مغارة بيت لحم في صمت السجود وإتّضاع القلب ألمحك نوراً بهيًّا تملأ حياتي بهجة في بيت القربان!
يا فرحي!
/جيزل فرح طربيه/