عندما تكون أوّل الخطأة وتدين نفسك أولاً ولا تدين أحداً تصبح مستأهلاً لمعاينة وجه إلهك!
نقرأ في أخبار الرهبان و النسّاك أنهم كانوا يقسون بشدّة على ذواتهم بالأصوام والسهرانيات والتقشّفات، كما يجتهدون في حفظ أذهانهم ويحرصون خصوصاً على عدم إدانة أخوتهم مهما كانت خطيئتهم بل يصلّون من أجلهم حتى يتوبوا ويصلحوا ذواتهم!
مثلاً من أخبار القدّيس موسى الحبشي من القرن الخامس :
يُحكى أنّ أحد الأخوة في الإسقيط أخطأ مرّة، فإنعقد مجلس الآباء لمحاكمته، وأستدعي الأنبا موسى أيضاً، فإمتنع عن الحضور فجاءه أحد الآباء يكرّر عليه الدعوة قائلاً :
«إنّ الآباء كلهم ينتظرونك».
فقام وحمل وراء ظهره كيساً مثقوباً ملأه رملاً وجاء ووقف في وسط المجلس.
فلمّا رآه الآباء هكذا سألوه قائلين:
ما هذا أيها الأب الموقّر؟
فأجابهم قائلاً :
إنّها خطاياي الثقيلة وراء ظهري تجري دون أن أبصرها، وقد جئتُ اليوم لإدانة غيري.
فلمّا سمعوا ذلك غفروا للأخ المذنب!
يقول الربّ :
«لاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ.»
(لو ٦: ٣٧)
حقاً!
/جيزل فرح طربيه/