آمن بيسوع كثير من السامريين في مدينتهم سوخار، لأنهم سمعوا شهادة ابنتهم التي أكدت لهم أنه كشف لها ماضيها المريرفكان لها "خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَها الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَها"خاضت تلك المرأة خمسة تجارب فاشلة ذاقت فيها ثقل الطلاق وفي النهاية سكنت مع رجل دون زواج.
كل ذلك لم يمنع عنها الخلاص، فعند لقائها الاول بيسوع اعترفت له بالحقيقة القاسية دون مواربة "هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ".
شعرت هي بالتحرر الداخلي وبسعادة لا توصف وكأن كل ثقل الايام الماضية بما فيها من تجارب فاشلة مغمورة بالقهر والفصل والكراهية قد أزيح عن كاهلها بلحظة واحدة، وكل ذلك التاريخ الاسود لم يمنع شعاع نور المسيح من خرق عالمها المظلم وإعطائها دفعاً لا مثيل له للانطلاق لا بل القيامة ليس لها وحدها ولكن لأهل مدينتها أيضاً.
شعرت تلك المرأة بغمرٍ من الحب لم يوفره لها العديد من الرجال، لكن ذاك الرجل الآتي من بعيد إقتلع عنها عار الماضي إذ عصف في داخلها نفحة الحياة أقامتها من القبر المحتّم وانطلقت مثل شبيهتها مريم المجدلية لإعلان بشرى الخلاص لأهلها وشعبها فخرجوا من الزاوية لا بل من السجن الذي أجبروا على السكن فيه مرغمين من قبل اليهود..أكّد يسوع أنهم هم أيضاً يستحقون الخلاص، فكما أن الخطيئة تجلب الموت والهلاك الى جميع الناس دون تمييز فهو يجلب الخلاص الى جميع الناس دون تمييز.
أكّد يسوع أن الموت هو من صنع البشر والحياة من صنعه هو.
علّم التلاميذ درساً أن الخلاص ليس لليهود فقط بل للناس أجمعين حيث يعبدون الله ليس بالهياكل الحجرية وليس بكلمات خشبية بل بالروح والحق.
أكّد يسوع أن الموت ليس له سلطان على من يسمع كلامه ويؤمن به "نَحنُ نُؤمِنُ الآنَ، لا لِكلامِكِ، بل لأنَّنا سَمِعناهُ بأنفُسِنا وعَرَفنا أنَّهُ بالحقيقةِ هوَ مُخَلِّصُ العالَمِ" ولا يوجد قلوب مغلقة في وجهه مهما بلغت قساوتها، ولا يوجد بيوت غريبة عنه مهما غرقت في الخطيئة ولا يوجد مدن في كل ممالك الارض مقفلة أمامه مهما أظهرت عداوة له ورفضاً لتلاميذه.
تعال أيها الرب يسوع إلى قلوبنا واجعلها سكناك، تعال الى بيوتنا واجعلها هيكلاً لك، تعال الى قرانا ومدننا وعالمنا واجعله مملكة لك.
فأنت وحدك تفتح وليس من يغلق تأمر فيهرب أعداءك وتقفز الجبال من أمامك...
كالصوان تجعل جباهنا أصلب من كل أعدائنا...إذا نجحنا فمن يعوقنا...من مجد إلى مجد دومًا تقودنا... آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/