إعتقد البعض أنّ الرب إله بعيد مسكنه السماوات، متسام لا يأبه لأوجاع البشر، قاسي القلب ومخيف!!
لكن الله أخلى ذاته وإتّضع جدًّا ليولد طفلاً صغيراً وضيعاً مقمّطاً في مزود بين البهائم، يعتمد على عناية البشر في أبسط حاجاته، فيطعمونه ويحملونه ويغسلونه ويهتمون بأموره، لقد إنغمس خالق الأكوان والعوالم في ترابيّة بشريّتنا في كل تفاصيلها ما عدا الخطيئة، فإختبر وجعها وآلامها وسند ضعفاتها وشفى عاهاتها،وعلى الصليب حمل أوجاعنا وأَحْزَانَنَا، وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً. (إش ٥٣: ٤).
حتّى أنّه دخل موتنا وإختبر ظلمة القبر طوعاً.
ذاق كل شيء ممكن أن نذوقه.
لماذا إذن نخاف من الآلام والأحزان والموت؟؟
لقد سبقنا ربّ المجد وذاقها جميعها فأصبحت مدموغة بعطر قداسته وممهورة برسم فدائه ووسع رحمته!!
لذلك أنا لا أخاف
لا من شدّة ولا من ظلمة
ولا من شوكة الموت!
لأنّك يا إلهي الحبيب قد ذقتها قبلي ومن أجلي
ولن تترك حبيبك للفساد إلى الأبد!
يا فرحي!
/جيزل فرح طربيه/