أراد السيد المسيح في دفاعه عن أسلوب اختفائه في الجليل كل هذه المدة تأكيده عدم استباق الأحداث، فإن وقته لم يحضر بعد.
فإنه لا يريد الذهاب إلى أورشليم لئلاّ يثير اليهود " لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ قَتْلَه" حتى يحين وقت آلامه حسب خطته الإلهية التي دبرها.
هذا وقد أوضح لهم أنه لا يذهب لاستعراض أعمال المعجزات، ولا لكسب شعبية رخيصة، ولا لإظهار نفسه للعالم، وإنما يذهب ليحقق خطة الخلاص أي إرادة الله.
يستطيعون هم أن يذهبوا إلي أورشليم كزائرين، أما هو فيذهب هذه المرة لكي يُبذل نفسه ويُقدم ذبيحة فصح، لأنه حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم.
لم يحن بعد وقت آلامه، لأن هذا العمل الخلاصي يتحقق حسب المشيئة الإلهية، أما بالنسبة لهم فهم كأصدقاء للعالم لا يواجهون خطرًا، بل يذهبون أينما أرادوا.
أيضًا وقت صعوده إلى العيد لم يحن بعد، لأن له خطة خاصة في صعوده، أما بالنسبة لهم فيمكنهم الذهاب إلى العيد في أي وقت.
هنا يفضح يسوع نيات إخوته"أصدقاء العالم" بطريقة غير مباشرة، دون أن يجرح مشاعرهم. فإذا كانت نياتهم شريرة وخبيثة فالعالم الخبيث بشره لا يبغضهم، لأن أعمالهم متناغمة مع فكر العالم. أما هو فلن يهادن العالم، فالعالم لا يطيقه.
يقول لنا يسوع اليوم أن وقتنا الحاضر حيث نكون بلا خطر، أما وقته فهو زمن الصليب يلزمه أن يموت لنصل معه إلى مجد القيامة.
(القديس أغوسطينوس)
ملاحظة:
"اعتاد الكتاب المقدس أن يدعو الأقرباء من ذات الأسرة اخوة، لذلك فإن كلمة "اخوته" غالبًا ما يُقصد بها أقرباء السيد المسيح حسب الجسد أيا كانت القرابة..."
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/