إنسان اليوم بحاجة إلى الفرح، إلى السعادة، ولكن السعادة هنا وليس في الآخرة، السعادة التي تشمل الجسد والروح معاً، السعادة هنا على الأرض، وليس فقط في الملكوت، السعادة التي تبدأ هنا وتستمر الى ما لا نهاية، السعادة الناتجة عن الحب والاستمتاع به، السعادة الناتجة عن التفوق والنجاح في كل المجالات، التمتع بالملكية الخاصة والامتيازات الخاصة...
بإختصار سعادة أهل الأرض ، أي عيش الملكوت منذ الآن .. وبالتالي تصبح الموسيقى نوعاً من الصلاة والألوان الزاهية المتناغمة في لوحات خالدة آيات من الشكر والتسبيح للخالق...
أليس من الممكن إدراك الله منذ الآن؟ أليس تذوق السعادة وإلتماس الفرح هو إدراك لحقيقة الله والتنعم بالحياة في حضرته؟
هل الدموع هي طريق الزهاد؟
هل الفقر هو قدر المتعبدين؟
هل الطهارة تنفي اللذة؟
هل الوداعة تناقض القدرة؟
هل من الضروري على المؤمن أن يعيش في القلة، في الجوع، في الإضطهاد ، في الإنكسار، في الإندحار، في جلد الذات وقهر النفس إلى حد السذاجة؟؟
وصية يسوع لتلاميذه هي المحبة "هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم"، كما أحبّ هو حتى الصليب، فهو المثال في الحب وبذل النفس من أجل أناس أحبّاء، فقط أحبّاء، دون أي تبرير أو أعذار، فوق المنطق وأبعد من العلم وأعمق من المعرفة.
هنا يكمن سرّ السعادة لا بل كمال الفرح "كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحِي فِيكُم، فَيَكْتَمِلَ فَرَحُكُم" وسرّ السعادة ينطلق من الثبات في محبة الرب بحفظ وصاياه ووصيته الاولى هي الحب أي الانطلاق من الحب والعودة إليه وهذا اختصار لحياة الإنسان يولد إلى حياة الدنيا بفعل الحب وينتقل إلى الأبدية بالفعل ذاته."أنتُم أَحِبَّائِي إِنْ تَعْمَلُوا بِمَا أُوصِيكُم بِهِ".
بما أننا أحبّاء الرب فقد خصّنا بالحبّ الاعظم "ليس لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ" فهو يُريد لنا الخير كما يفعل كل حبيب لمحبوبه، وسلّمنا رمز الدخول "Code" إلى السعادة وهو الحب، وأعطانا ضمانة الفرح الدائم وهو الثبات في الحب عامودياً وأفقياً (الصليب) حب الله والقريب، فتعيش المحبة فينا وتزهر فرحاً لا وصف له وسعادة لا حدود لها حتى في عزّ العواصف والمحن والاضطرابات.
يا حبيب القلب أنت منعش الروح وفرح النفس وسعادة الانسان، ربنا وإلهنا، أعطنا نعمة الطاعة لوصايك وموهبة الثبات في محبتك وقرار عيش الحب حتى بذل النفس. آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/