أيّها الضابط الكل بضوابط تفوق كل تصور ما ليس في الحسبان، أنت الذي تنفخ فيها من حياتك فتحييها
أنت الذي تتفوه بكلمات أيها الكلمة فتغنيها
بدونك الكل يفقد معناه ويصبح هباءً
عدماً من عدم وفراغاً
ما معنى الزمان إن لم تملأه بحضورك؟
ما معنى المكان إن لم تطأه قدماك؟
قدّست الخلائق لما ولدت في مزود
غسلت البرايا لما تعمدت في نهر الأردن
زرعت بذار حبك في شعب منهوك
وأهرقت حياتك من أجل متمرّدين خاطئين!
صليبك عرشك كلّلته بهامتك المجيدة
صبغته بدمائك
وحدك وطأت المعصرة أيّها الفادي
فسأل أشعيا متعجباً :
"مَنْ ذَا الآتِي مِنْ أَدُومَ، بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ؟ هذَا الْبَهِيُّ بِمَلاَبِسِهِ، الْمُتَعَظِّمُ بِكَثْرَةِ قُوَّتِهِ. «أَنَا الْمُتَكَلِّمُ بِالْبِرِّ، الْعَظِيمُ لِلْخَلاَصِ»."
"مَا بَالُ لِبَاسِكَ مُحَمَّرٌ، وَثِيَابُكَ كَدَائِسِ الْمِعْصَرَةِ؟ «قَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي، وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ. فَدُسْتُهُمْ بِغَضَبِي، وَوَطِئْتُهُمْ بِغَيْظِي. فَرُشَّ عَصِيرُهُمْ عَلَى ثِيَابِي، فَلَطَخْتُ كُلَّ مَلاَبِسِي."
(إش ٦٣: ١-٣)
كل شيء باطل
كل شيء تحت الشمس باطل
باطل الأباطيل من دون حبك يا إلهي عالم فاسد وباطل!
/جيزل فرح طربيه/