HTML مخصص
02 Sep
02Sep

نرفع المجد والتّسبيح لأبينا السّماوي الّذي خلقنا ويمنحنا الوجود في كلّ لحظة بعنايته الفائقة، والّذي من أجل خلاصنا أرسل ابنه الوحيد، كلمته الأزليّة فأخذ جسدًا من البتول النّقية مريم، وكشف لنا سرّ الآب، وأنارنا بكلامه، كلام الحياة الأبديّة، وافتدى خطايانا بموته على الصّليب، وبرّرنا بقيامته، والّذي أرسل روحه القدّوس ليحقّق فينا ثمار الفداء ويقدّسنا، ويقودنا بنوره إلى معرفة الحقيقة كاملة ويحيينا بالنّعمة الإلهيّة، ويملأ قلوبنا بالمحبّة.


ونشكر الآب السّماوي على الأبوّة البشريّة والأمومة الّتي وهبها للعالم بتأسيس سرّ الزّواج لتكون صورته في نقل الحياة البشريّة وترتيبها والعناية بها، وتعكس عنايته.

بهذا المعنى قال الرّب يسوع: "لا تدعوا لكم أبًا على الأرض فإنّ لكم أبًا واحدًا في السّماء" ( متى ٢٣ / ٩ ).

"أيّ أب يطلب منه ابنه سمكة فيعطيه حيّة؟ أم يطلب منه بيضة فيعطيه عقربًا؟" (لو ١١ / ١١-١٢ ).

بهذا السّؤال يؤكّد الرّب يسوع أنّه لا يُمكن لأي أب بشريّ أن يفعل ذلك بحكم عاطفة الأبوّة وحنانها، وأنّ كلّ ما يأتينا من الله، في مختلف ظروف حياتنا الحلوة والمرّة، إنّما هو نعمة وبركة وعطيّة صالحة، لأنّه يأتي من أحشاء محبّة أبوّته وحنانها.

كم من أشخاص مؤمنين أعطوا آلامهم قِيمَة خلاصيّة، عندما قرؤوها على ضوء آلام المسيح الفادي!.


لا تقتصر عطيّة الآب السّماوي على الأبوّة البشريّة بل أعطانا أيضًا الأبوّة الرّوحيّة بشخص بطاركتنا وأساقفتنا وكهنتنا، وعلى رأسهم حامل اسم الأبوّة بامتياز، قداسة البابا المترئّس المحبّة.

هؤلاء آباء لأنّهم يكسرون لنا خبز كلمة الحياة، ويهيّئون لحياتنا وليمة جسد الرّب ودمه، ولأنّنا على يدهم نولد ثانية أبناءً وبنات لله بالمعموديّة والميرون، وهم يتدبّرون تنظيم حياة الجماعة على قاعدة الحقيقة والمحبّة والأخوّة والتّضامن. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.