HTML مخصص
13 Sep
13Sep

تكريمنا لا يقتصر على قطعة من الخشب.

فسجودنا ينتهي بالشخص الذي ضحى بحياته، الشخص الذي أخلى ذاته تماما من أجلنا، ليموت على الصليب ليكفّر عن خطايانا ويمنحنا حياته. 


الصليب هو علامة المسيح المنتصر على الخطيئة وعلى الموت الذي ورثناه عن أبينا آدم الذي يوجد قبره، حسب ما يقوله التقليد، تحت الجلجلة.

ومع أن الصليب هو علامة انتصار، إلاّ أن ذلك لا يمنعنا من الدهشة أمام عمل الله في التغلّب على الموت وعلى الخطيئة. 

فالله ينتصر عندما يبدو – بشريًا – أنه مهزوم. 

والله يعطي الحياة عندما يبدو لعيون البشر أنه مجرّد جثمان. 

والله يُغنينا بهباته اللامتناهية عندما يكون عاريا ومحرومًا ويحتاج إلى قبر مُعار... 

يذكّرنا عيد اليوم بجوهر رسالتنا: أن نشهد لمحبتنا ليسوع المسيح، وبالتالي محبتنا لجسده الحيّ اليوم الذي هو الكنيسة، الكنيسة المكوّنة من حجارة حيّة، حجارة افتداها المسيح بدمه الطاهر. يقول يسوع  : "من لا يحمل الصليب ويتبعني ليس لهُ حياة ". 


لا يطلب يسوع منا أن نكرّم الصليب، بل أن نتمثّل به وأن نتبعه، وأن يحمل كل واحد منا صليبه الخاص.

هذا يعني أن نقدّم حياتنا نحن أيضًا في فعل عطاء لله وللإخوة، عطاء كامل وغير مشروط. 


نعم، نحن مرتبطون بالصليب. 

لا يمكننا الاستغناء عن الصليب في آفاقنا. 

نحن مثبّتون على ذلك الصليب مع جميع البشر. 

تدعونا ليتورجيا اليوم إلى قبول هذا الصليب، وإلى أن نجد أنفسنا، كبشر، في قطعة الخشب هذه. لا عذر ولا مفر من هذه الحقيقة: ففي الصليب، يجعلني المسيح إنسانًا مثله، إنسان ألمٍ وتقدمة. 

وعلى هذا الصليب، تُثبّت معي خطاياي وضعفي وتخوّفاتي.

يحتاج العالم اليوم إلى صليب المسيح. 

يحتاج إلى أشخاص يعرفون كيف يبذلون ذواتهم ويخسرون. 

يعتبرهم العالم أمواتًا، أي عديمي الفائدة، لكنهم هم شهود الحياة الحقيقية. آمــــــــــــين.

عيد مُبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.