HTML مخصص
17 Sep
17Sep

الربّ رحوم حنون، صبور وكثير الرأفة.


لا يخاصم على الدوام، ولا يحقد إلى الأبد.

لا يعاملنا حسب خطايانا، وبحسب ذنوبنا لا يجازينا. 


كارتفاع السماء عن الأرض ترتفع رحمته على خائفيه.

كبُعد المشرق عن المغرب يُبعد عنا معاصينا.

كرحمة أب ببنيه الرب رحوم لأتقيائه.

لأنه عالم بجبلتنا ويذكر أننا تراب.


الرب يرحم نراه في العهد الجديد يُعبِّر عن الرحمة من خلال انجيل لوقا الذي يُسمّيه الشرّاح انجيل الرحمة.

ونحن هنا نتوقّف بشكل خاص عند مثل الابن الضال (١١ /  ١٥- ٣٢ ) أو ما نستطيع أن ندعوه: مثل الأب الرحيم والغافر.

فبعد الكلام عن رجل أضاع خروفاً ثم وجده، ثم عن امرأة أضاعت درهماً ثم وجدته، يروي لوقا مثل الابن الضال مع أب هو في الوقت عينه أم تتحرّك أحشاؤها حين يعود ابنها إليها. 

وفي نهاية المثلين قال يسوع: إن الملائكة يفرحون بعودة خاطئ واحد إلى التوبة.

قد يمثل الابن الضال الوثنيين وهم الذين تُصوّرهم الرسالة إلى أفسس " البعيدين"  ، بعد أن كان يرعى الخنازير التي هي حيوانات نجسة.

أما الابن الأكبر فيدلّ على اليهود الذين لهم التبنّي والمجد والعهد والشريعة والعبادة والمواعيد والآباء (روما ٤ / ٥-٩ ).

وهكذا دلّ المثَل عند لوقا على عودة الوثنيين الذين رفض اليهود أن يستقبلوهم كما يليق بمن كانوا من البيت، وغادروه ثم عادوا إليه.

ماذا فعل الابن الأصغر؟ بذّر ماله ولم يستثمره.

أجل، إن الخطيئة هي نعمة تشوّهت بين أيدينا.

هي كسل تجاه الوزنات التي أهملنا المتاجرة بها.

وضاعت كرامة البعيد عن بيت الأب.

صار مثل خنزير، بل أقلّ من خنزير.

وتذكّر الابن أباه.

وقد يكون الشقاء دفعه إلى ذلك. 

ولكن، إن فكّر في العودة إلى أبيه، فلأنه اعتبر أنه لن يُرذل. 

فالأب لن ينتقم.

سيكون سخياً كما كان يوم قسم الميراث بين الأخوين. 

إذا كان الابن قد خسر صفته كابن، فالأب لم يخسر صفته كأب.


وشاهد الأب ابنه من بعيد. 

أسرع إلى لقائه. 

ألقى بنفسه على عنقه، سار الابن والخطيئة تُثقل خطواته. 

وأسرع الأب يحمله حبّه. 

وتقبّل اعتراف ابنه: خطئت إلى السماء وإليك. 

ولكنه منعه من أن يكمّل  " الخطاب " الذي هيّأه. 

أنت ابني وتظلّ ابني. 

هكذا يستقبل الله الخاطئ الذي يأتي مُقراً بخطاياه.

حين نقرأ خبر الابن الضال، نكتشف أباً يريد ويحبّ أن يغفر. 

أباً يعطي، وحين يعطي فهو يعطي كل شيء.

الأب هو في قلب المثل.

ونحن قد نكون الابن الأصغر الذي ترك البيت الوالدي.

او الابن الأكبر الذي يستعدّ لترك البيت لأنه لم يفهم غفران أبيه. 

هكذا تبدأ أمثال الرحمة في ( لوقا  ١٥ / ١-٢ )  " وكان جباة الضرائب والخاطئون يدنون من يسوع ليسمعوه.

فقال الفريسيون  ومعلّمو الشريعة متذمّرين: هذا الرجل يرحّب بالخاطئين ويأكل معهم". 


أجل، إن الله يحيّرنا بتصرّفه، سواء شعرنا أننا لا نستحقّ غفرانه أو ظنّنا أننا لا نحتاج إلى هذا الغفران. آمــــــــــــين.


/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.