HTML مخصص
ما يميّز الابن قبل كل شيء هو أنه وارث.
نحن وارثون لله، ووارثون مع يسوع.
عبارة غريبة، لأن الولد لا يرث أباه إلاّ بعد موت أبيه.
ولكن إذا كان يسوع وارثاً لأبيه، فهذا لا يعني أن " الله مات".
وهكذا نفهم أن الميراث بالمعنى البشري (بعد موت الأب) غريب عن المفهوم الانجيلي.
ماذا نرث من الله؟ نرث مجده (روما ١٧ / ٨ )، كما ورث يسوع هذا المجد بقيامته.
ونرث الملكوت والحياة الأبديّة.
قال يسوع عن نفسه :
"الآب يحبّني لأني أعمل دوماً ما يرضيه".
(يوحنَّا ٢٩ / ٨ ).
وقال أيضاً :
"الآب يحبّني لأني أعطي حياتي لكي استرجعها"
(يوحنَّا ١٧ / ١٠ ).
وقال ماربولس مصوّراً موقف يسوع في انحداره وفي رفعته :
"صار طائعاً حتّى الموت والموت على الصليب، لذلك رفعه الله وأعطاه الاسم".
وهكذا رُسم لنا خطّ العيش كأبناء الله. بالطاعة لأبينا كما يطيع الأبناء الأحباء.
بالطاعة المليئة بالثقة، والبعيدة كل البعد عن الاكراه.
قال لنا متّى : " لا يهمّكم لحياتكم ما تأكلون وما تشربون.
أنظروا طيور السماء كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن، وأبوكم السماويّ يرزقها.
أما أنتم أفضل منها كثيراً ".
أبوكم السماويّ يعرف أنكم تحتاجون إلى هذا كله.
فاطلبوا أولاً ملكوت الله وكل شيء يُزاد لكم".
البرّ هو مشيئة الله.
هو الدخول في مخطّط الله من أجل حياتنا وأعمالنا ورسالتنا.
مهما كانت الظروف التي نعيشها، فالآب لا يتخلّى عنّا.
يقول ماربولس عن نفسه:
"أعرف أن أعيش في الضيق كما أعرف أن أعيش في البحبوحة ، وفي جميع الظروف اختبرتُ الشبع والجوع، والفرج والضيق. وأنا قادر على تحمّل كل شيء بالذي يقوّيني ".
إذا كان الله أبانا، فلماذا نحمل الهموم.
نكتفي بأن نلقي همّنا عليه وهو يفعل.
هنا نتذكّر الشعب العبراني الذي كان أمام خطرين: الجيش من ورائه والبحر من أمامه.
ماذا قال لهم موسى: أنتم لا تفعلوا شيئاً.
فالرب سيفعل.
وهكذا نفهم أنه حين تكثر الصعوبات، الله هو الذي يفعل، وهو يفعل في كل شيء لخير الذين يحبّونه (روما ٢٨ / ٨ ).
أترى تترك الأم أبناءها؟ كلا.
ولكن، حتّى إن تركتهم فالرب لا يتركنا.
فيقول لنا :
"لا تخف أيها القطيع الصغير، فقد سُرّ أبوكم أن يعطيكم الملكوت"
( لوقا ٣٢ / ١٢ ). آمــــــــــــين.
/الخوري جان بيار الخوري/