HTML مخصص
الصلاة الربيّة التي علّمنا إياها يسوع، تتوجّه نحو الآب، غير أن كل مضمون هذه الصلاة، ولا سيّما الطلبات الأولى، تكشف لنا وجه الآب.
هذا الذي هو أبونا، هو في الوقت عينه في السماء.
ويسوع الذي نزل من السماء ( يوحنَّا ١٣ / ٣ ) يخبرنا عنه.
الله أبونا. فإذ نصلّي إليه بهذا الشكل، نشدّد على رباط الأخوّة المسيحيّة، ونعطي صوتنا للذين لا يعرفون بعدُ أباهم الذي يحبّهم رغم بعدهم عنه.
ونذكر اسم الآب وملكوته ومشيئته.
وكل هذا يرتبط بيسوع المسيح.
ففي يسوع تَمجّد اسمُ الله ( يوحنَّا ٢٨ / ١٢ )؛ وفيه حلّ الملكوت.
ولا سيّما حين أخرج الأرواح النجسة (متى ٢٨ / ١٢ ).
أما مشيئة الآب فهي طعام يسوع ( يوحنَّا ٣٤ / ٤ ).
هي ثلاث طلبات نرفعها لا إلى إله مستبدّ، ولا إلى إله مجهول، بل إلى إله هو أب.
ونحن إذ نتلوها، لا نحسب نفوسنا وكأننا نريد أن نقدّس اسم الله ونجعل ملكوته يأتي.
بل نحن نفتح قلوبنا لنجعل اسم الله يتقدّس فينا، وملكوته يحلّ، ومشيئته تتمّ.
قال الرب في ( حزقيال ٢٣ / ٣٦ ) : "أنا أقدّس اسمي العظيم الذي دُنّس وسط الأمم".
إذا كان الأمر هكذا، فلماذا نصلّي؟ لأن للرب كل مبادرة.
ومع ذلك، فهو لا يفرض شيئاً.
ونحن حين نصلّي، ندخل في مشروعه، ندخل في نظرته.
قال ماربولس : " لا نعرف كيف نصلّي كما يجب" ( روما ٢٦ / ٨ ).
ولكن "الروح يجيء لنجدة ضعفنا".
وبعد هذا، نطلب الخبز، والغفران، والنجاة من التجربة.
وفي النهاية، نطلب النجاة من الشرير. هذا ما يلتقي مع صلاة يسوع في ( يوحنَّا ١٧ / ١٥ - ١٧ ) : " لا أطلب منك أن تخرجهم من العالم، بل أن تحفظهم من الشرير.
هم ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم.
قدّسهم في الحقّ، لأن كلمتك حقّ ".
فيسوع قال لنا: " لا أدعوكم عبيداً بعد، لأن العبد لا يعرف ما يعمل سيّده.
بل أدعوكم أحبائي، لأنّي أخبرتكم بكل ما سمعته من أبي". ( يوحنَّا ١٥/١٥ ).
هذا هو المناخ الذي نودّ أن نعيش حين نتحدّث عن الله الآب.
إلهنا عيلة ونحن ندخل في هذه العيلة.
نحبّ كما يحبّون في هذه العيلة.
نعيش كما يعيشون في هذه العيلة فنردّد كلام ماربولس في الرسالة إلى أهلِ أفسس: "اقتدوا بالله كالأبناء الأحبّاء ". آمــــــــــــين.
/الخوري جان بيار الخوري/