"إرجعوا إلى الله بكلّ قلوبكم" يوئيل النبي: يدعونا الله ، لنرجع إليه.
فهو ينتظرنا بمحبّة الآب السماوي الـقـُدُّوس ، كما انتظر الأب إبنه الضال واستقبله عند رجوعه بذراعين مفتوحين، وبقبلات الحبّ، وبوليمة الفرح.
فلا نسقطنّ في تجربة التأجيل.
فدعوة الله ملحّة لخلاصنا وسعادتنا الحقيقيّة.
لا يكفي هذا الرجوع بالكلام والنيّة والتمنّي والوعد.
فلا رجوع إلّا بالفعل.
أنّنا تراب ، أنّنا ضعفاء وسريعو العطب، وأنّنا بحاجة إلى أن يحيينا الله بروحه القدّوس معطي الحياة، ويجدّد خلقنا، مثلما فعل في الخلق الأوّل إذ "جبل الربّ الإله الإنسان ترابًا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة".
كذلك بالتواضع عينه ننحني أمام الكاهن خادم السرّ المقدّس لنتصالح مع الله ومع ذواتنا ومع بعضنا البعض.
وقد أوصانا الربّ يسوع بهذه المصالحة في أكثر من مكان.
في صلاة الأبانا التي علّمها لتلاميذه ونحن نتلوها كلّ يوم، حيث نصلّي: "أغفر لنا ذنوبنا، كما نحن نغفر لمن خطيء إلينا … فإن تغفروا للناس زلّاتهم، يغفر لكم أبوكم السماويّ أيضًا.
وإن لم تغفروا للناس، فأبوكم أيضًا لا يغفر لكم زلّاتكم".
وعند تقدمة الذبيحة لله، يعتبر الربّ يسوع أنّ المصالحة أهمّ من الذبيحة، بل تجعلها مقبولة من الله.
فيقول: "إذا كنت تقدّم قربانك على المذبح، وتذكّرت هناك أنّ لأخيك عليك حقدًا، فدع هناك قربانك على المذبح، واذهب أوّلًا فصالح أخاك، ثمّ عد وقرّب قربانك".
وقال في موضع آخر: "أريد رحمةً لا ذبيحة".
ولمّا سأله بطرس: "كم مرّة، إذا خطئ إليّ أخي، أغفر له، أإلى سبع مرّات؟" قال فقال له يسوع: لا أقول لك إلى سبع مرّات، بل إلى سبعين مرّة سبع مرّات!".
بهذا الجواب أكّد الربّ يسوع أنّ المصالحة هي مصدر الفرح الحقيقيّ على قلب من يصالح وقلب من يتقبّل المصالحة، وبخاصّة على قلب الآب السماويّ.
وهذا ما يؤكّده الربّ يسوع في معرض حديثه عن الفرح في السماء بعودة خاطئ يتوب.
في مثل إيجاد الخروف الضّال، وفي مثل إيجاد الدرهم الضائع، وفي مثل عودة الإبن الضال.
لذلك فقبل أن يتقدم المؤمن لتناول القربان المقدس عليه أن يقدم التوبة النصوح والندامة التامة والتصميم على عدم العودة إلى الخطايا معترفاً بخطاياه اعترافاً قانونياً أمام الكاهن الشرعي وأن يؤمن بأن القربان المقدس هو سر جسد المسيح ودمه الأقدسان فيتقدّم لتناولهما بإيمان واحترام ونقاوة الضمير وأن ينقّي جسده ليكون طاهراً ومتمسّكاً بالصوم القرباني فإذا كان التناول صباحاً فبدء الصوم القرباني يكون من الساعة الثانية عشرة نصف الليل ويسمح للمرضى الذين عليهم أن يتناولوا أدوية صباحاً أن يصوموا فقط ثلاث ساعات قبل البدء بالقداس الإلهي.
وإذا أُقيم القداس الإلهي بعد الظهر يسمح للجميع الصوم ثلاث ساعات فقط قبل البدء به.
أما بعد التناول فيجب على المؤمن أن يقدم الشكر للّه الذي أنعم عليه بهذه النعمة العظيمة.
ويجتهد في سبيل الثبات على حالة النعمة بالمسيح ليثبت فيه المسيح وليستحق أن يرث مع المسيح الحياة الأبدية إتماماً لوعده الإلهي القائل: «إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان و تشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم، من يأكل جسدي و يشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير»
( يوحنَّا ٦ / ٥٣ و ٥٤ )
فبناءً على كلام الرب نحن نؤمن بأن القربان المقدس سرّ إلهيّ يحوي حقيقة جسد المسيح ودمه وإن هذه الذبيحة غير الدموية هي حقيقية استغفارية تقدّم من أجل جميع المؤمنين الأحياء منهم والأموات ويجب على كل مسيحي أن يتناول جسد المسيح ودمه كليهما معاً تحت شكلي الخبز والخمر، آمــــــــــــين.