الآب السماوي هو الإله الذي يحب بعمق من قبل أبنائه ، وهو مصدر الكل وهو الذي يعطينا قوة لمواجهة تحدياتنا.
وهو الذي يرشدنا و يشجع علينا أن نتخذ الخيارات الصحيحة.
هو الذي يغفر لنا عندما نرتكب الأخطاء، فهو الإله و الوالد المحب ، وهو الذي يحب دون قيد أو شرط ، هو خالق الكون ،فمحبّة الآب تظلّل المؤمن، ونعمة الابن تقدّس ، وحلول الروح القدس يجري فيه ثمار الفداء.
وتصبح حياة الكنيسة والمؤمنين وأعمالها تبدأ باسم الثالوث القدّوس، وتنتهي بتمجيده.
الآب السماوي يساعدنا على رؤية إمكاناتنا.
يعترف البشر باللّه كأب.
آتى إلينا كأب تجاه أولاده ليفتح لنا حضنِهِ الأبويّ المشتعل حباً لنا.
يُريد أن نَكون شهوداً لحبِّهِ الحنون غير المحدود.
لن يكتفي بإظهار حبِّهِ لكم، وإنّما يُريد أيضاً أن يَفتح لنا قلبَهُ الذي سيخرج منه ينبوع عذب سيروي كلّ البشر.
لقد وعدت البشريّة بمخلّص صنعت ذلك الينبوع، جعلت إبني الرب يسوع يمرّ عبر قَلبِهِ حتّى يصل إلينا.
لكن حبّي العظيم لكم يدفعني على عمل الكثير، فاتحاً لكم حضني الذي سينبع منه ماء الخلاص لأجلكم يا أبنائي، وسأجعلكم تنالون بكلّ حريّة كلّ ما يلزمكم لهذا الزمان وللأبديّة.
إذا أردتم أن تختبروا قوّة هذا الينبوع إبني الرب يسوع الذي حدّثتكم عنه، تعلّموا أوّلاً أن تعرفوني أنا هو الآب السماوي الـقـُدُّوس بطريقة أفضل وأن تحبّوني إلى الدرجة التي أبتغيها أنا، ليس كأب فقط، وإنّما كصديق حميم أيضاً.
لماذا تتعجّبون من قولي هذا؟ ألم أخلِقَكُم على صورتي؟ لقد خلقتكم على صورتي حتّى لا تهابوا التحدّث بأُلفة مع أبيكم وخالقكم وإلهكم، لأنّكم صرتم بِحناني، أبناء حبّي الأبويّ والإلهي.
إنّ ابني الرب يسوع فيّ وأنا فيه، وفي حبِّنا المتبادل الذي هو الروح القدس، الذي يوحّدنا برباط المحبّة الذي يجعلنا واحداً.
إنّ ابني هو الذي يحمل هذا الينبوع، حتّى يستطيع البشر أن ينالوا من قلبه الفيّاض دائماً ماء الخلاص! ومن الضروريّ أن تثقوا بِهذا الينبوع الذي يفجِّره ابني لكم، حتّى تتأكّدوا من عذوبته وحلاوته! تعالوا إذن إليّ من خلال ابني، وعندما تكونون بالقرب منّي، أفضوا إليّ بأشواقكم، وسأريكم هذا الينبوع.
سأُعرّفكم بنفسي، هكذا كما أنا.
وعندما تعرفونني، سترتوون وتتجدّدون وتُشفَوْن، ويتبدّد خوفكم، ويكون فرحكم عظيماً، ويجد حبّكم راحة لم تعهد من قبل.
وستقولون لي: كيف نستطيع أن نأتي إليك؟ ، تعالوا عبر طريق الثقة، أُدعوني أباكم، أحبّوني بالروح والحقّ، وهذا يكفي حتّى يرويكم ذلك الماء العذب القدير. وإذا أردتم أن يُعطي هذا الماء لكم كلّ ما تحتاجون إليه كيّ تعرفوني وتحبّوني، أو شعرتم بأنّكم فاترون وغير مبالين، أُدعوني فقط بهذا الإسم الجميل «أبانا» وأنا آتي إليكم.
سيعطيكم هذا الينبوع الحبّ والثقة، وكلّ ما ينقصكم حتّى تكونوا محبوبين من أبيكم وخالقكم.
بما أنّي أشتاق خاصّة أن أُعرّفكم بذاتي، وحتّى تستطيعوا كلّكم أن تتمتّعوا على الأرض بصلاحي وحناني، كونوا رُسُلاً لدى الذين لا يعرفوني، والذين لم يعرفوني بعد، وسأُبارك أتعابكم وجهودكم، مُعِدّاً لكم مجداً عظيماً بالقرب منّي في الأبديّة.
أنا، يا أولادي، بحر المحبّة، وإليكم برهاناً آخر على حبّي الأبويّ لكم جميعاً دون إستثناء، مهما كانت أعماركم أو أحوالكم أو بلدكم، فإنّي لا أستثني أحداً من الجماعات المختلفة، من شِيَع المؤمنين، وغير المؤمنين والثابتين في الإيمان، والفاترين.
فإنّي أشمل في هذا الحبّ كلّ المخلوقات الّتي تُمثّل البشريّة جمعاء.
إليكم البرهان: أنا بحر المحبّة.
لقد عرفتم الينبوع الذي ينبع من حضني لِيَرويكم، وحتّى تتأكّدوا كم أنا صالح نحو الجميع، سأُظهر لكم حالاً بحر حبّي الشامل، حتّى تلقوا بأنفسكم فيه بكلّ ثقة.